براق
لمنْ أشكو تباريحَ اشتياقي
و من إلّاكَ يدري ما ألاقي
جرى دمعي على خدّي هطولاً
فما طفّى لهيبي ولا احتراقي
و ها إني بنارِ الشوقِ أحيا
فوا لهفي إلى طولِ العناقِ
ستحرقُ هذه النيرانُ بُعدي
و إذ بي أنت من غيرِ افتراقِ
لإنْ ترضى بقتلي قد رضينا
صليبي يا حبيب هو انعتاقي
فخذني غلّني بسماطِ عشقٍ
و صلّيني الجحيم بذا الوثاقِ
أنا اخترتُ الوعورةَ لا أبالي
جلالكَ مع جمالي في اتفاقِ
و صخرةُ قلبكَ الصلدِ الأصمِّ
تفجّرُ في دمي عذبَ السواقي
صداقي يوم عرسي تاجُ مُلكٍ
على هامِ العُلا فوق الطباقِ
و قالوا في مجالسهم :"جنونٌ
و سحرٌ جاءَ من أهلِ النفاقِ
سُقيتِ الوهمَ يا طهرَ العذارى
و ذُرّ بأرضكِ بذرَ الشقاقِ
تسلّي واقرأي ذكراً حكيماً "
و إني الذكرُ لو يدرون باقِ
لأنت الحقُّ أشهدهُ عياناً
و عشقي كان للحقِّ براقي