تعال قليلا
أيها الوسيم حدّ التماعة عيني والهادئ حدّ ارتباك التأمّل في أحداقي
أيها الوقور الصعب.. حدّ احتراف الجنون
والناضج غير القابل للقطف
أعرني نظرة جانبية من عين القدر
كافئ شتاء أوصالي صيف صدرك المحموم أبدا
وامنح قفر انتظاراتي أمطارك الطازجة
تعال قليلا
أثث خواء أنوثتي بلباقة تولّعك
ودوّن فصاحة شفاهك فوق ألواح مسامي
تسلّل إليّ خلسة في غفلة الفقد
لقّن الليالي معانيها
واملأ أعشاش أسئلتي المهجورة .. كـ دويّ النحل العائد إلى خلاياه
حاصر احتياجي من كل الجهات
والتفّ حولي كـ لبلابة تحرسني من طفيليات الضياع
لملم اختناقي بأنفاسك العطر
بعثر اتزاني بأنغام صوتك الكناري
وراقص نظراتي بقسامة وجهك العصيّة على الفهم
تعال قليلا
فأوجاعي تنتظر الشفاء مستلقية
لا تملك زادا ولا ثمنا لتذكرة الطائرة المسافرة أعماق فتنتك
تعال وارحل بي إليك
حيث ما ورائيات البريق في جزر السحر النافذ من عينيك
حيث خلجان أضلعك التي تهت عن مراسيها دهرا من حلم
تعال قليلا
لأخبرك كم أنا مفتونة بكبريائك السلس
كم أنا مغرمة بحبّك الذي كبّل أنفاسي بأغلال من شموخ
ووضعني في زنزانة أنانيته الراشدة
فكم أسرني ذلك الغموض الشاسع التعقيد.. كـ ديجور
لا يهتدي إليه إلا المصاب بك
أيها الرجل الممتد عبر مسارات العمر أمنية
تشرّبتها السطور نزفا من مداد القلب مخضّبا بالأنين
تعال قليلا
وهبني الحياة قليلا
فكل ما حولي أنت.. إلاّ أنت
.
.
.
