 |
اقتباس: |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان |
 |
|
|
|
|
|
|
أقْدا حٌ عَطْشَى
*
*
ياأيّها الظّل المُسافر في العراءْ
إنّي عشِقتُ الوهمَ منْ أنْخابكَ العَطْشى
لماءِ مَشاعِري
وسَرائِري الحُبلَى بأرديةِ الوفاءْ
وأنا أراكْ
طوقاً يُكابدُ صهوةَ الأمواجِ في بحْري الغريقْ
لِيضمّ خَصْري بالأمانْ
ويقودُني بعْد الجُحودِ بألْفِ عامٍ أوْ يزيدْ
يانوْرَساً بالْوجدِ باتَ محلّقاً
شَوْقي الذِي ألِفَ الفؤادُ خطُوبه
هوناً على الجُرْحِ الدّفينِ بأضْلُعي
واستلَّ مِنْ حبلِ الوريدِ تألّمِي
مازالَ وجهُكَ يصْطَفيني كلَّما
أسْرفتُ في العمرِ المُغيّب في الشّرودْ
ويُعاتبُ الليلَ الذِي
يحْثو رمادَ الضَّوءِ في عيْني ويأْسِر نجْمَ قلْبي
في شَآبيبِ الحرِيقْ
في غيبةِ الأصْواتِ عِنْد حَنانها المَمْسوخ
في الصمتِ الكئيبْ
أفْنَى وتسقطُ رايتي الحَمْراء في شَفَقِ المغيبْ
تبْكي وُرُودي عِطْرها الفوّاح
في الصّبحِ السَليبْ
جفَّ النّدى حدّ احْتِراقي في الكفوفِ الذّابلةْ
وتعثَّرتْ لغةُ المواسمِ في جَفاواتِ الحصادْ
كَمْ قُبلةٍ في دفترِ الأحلامِ كنتُ زرعْتها
غرزتْ جَواهافي دمِي وتكفّنتْ بنحِيبها
غارتْ ظِلالي والشّجرْ
والقلبُ ذابَ بِلا مطرْ
أفْنَى وينْفضُني اليَبابْ
إلاكَ ياشِقِّيْ وياوَجَعي البَريءْ
تبْقَى وَليد محبّتِي
وتدقُّ قلْبي الذّكرياتْ
فيُشقْشقُ الحُلمُ القديمُ جَوانِحي
يغْتالني .. والمَوتُ فيهِ عقِيدتي
يَهْوِي على هُدْبي الرّجيف مُعانقاً
ويذوبُ في عِرقي المُسَجى ’’ شهقةً
أنسابُ مثل الرّيح منْ بيْن الأنينْ
منْ تحتِ أحْجارِ السّنينْ
من دمعةٍ فردتْ جناحَ الحُزنِ في قلْبي السّقيمْ
وأُرطّب الأحزانَ في حُضنِ النَّسيمْ
لاتيْأَسِي ياروْح مِنْ لَغطِ الهَجِيرْ
قَدَرِي أُعلّق حَرّتي في نسْغِ غيْماتِ الرّحيلْ
لاتحْزني ..
وتجَدّدي مِنْ فوْحِ حُزني واصْطِباري
كيفَ يغْفو عودُك الرّيان في ضَجِر المَشيبْ
لاتجْزَعى وتفتّحي زَهو اً كأزْهارِ البَراري
لنْ أُريقَ الغُصن في حُفرِ الطّريقْ
مازال في دَرْبي الكثير مِنَ الخُطَى
رغْم الضّنى
رغم الرّمال الزاحفةْ
حولي ومِنْ تحْت الهشيمْ
يانبضةَ الأحْرارِ في زَمِن العبيدْ
لاتنْحني للْقيدِ أوْ للْموْتِ
فوْق مَقابض الزّمنِ الأخيرْ .
|
|
 |
|
 |
|
***************************
**
*
الله...
يا له من حرف آسر المضامين باذخ التراكيب متموسق الإيحاء حازم السبك بالغ باقتدار مهيب..
لكنة حانية هيامة بحب الوطن
تأملية بعيدة قصية الرؤى.. بهية لامعة الحرف في ذروة المدى..
ذاتية حد التلاشي سكبا.. محترمة لغة وفصاحة وأسلوبا وتسكين قافية أنيق!..
حيث أن هذا التسكين إن زاد... ماد رتم القصيد الموسيقي وتعثر التسلسل اللحني للنص..
إلا أنه هنا... -وبرهن كاتبته الأديبة الراقية- استخدم وكما عادتها بإتقان مذهل زاد الجمال جمالا!!
أمي الإلياذة... الغالية عواطف
شكرا لعمدتنا المحترم النبيل... وللتميمي الفذ البارع
محبتي والاحترام لكم جميعا