عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2016, 06:44 PM   رقم المشاركة : 25
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية علي التميمي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :علي التميمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 تساؤل
0 على دكّة الحنين
0 قل صباح الخير

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: تحت الضوء ( 10) في الشعر العمودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية كامل الغضباني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   مُطلَّقة



قُلْ للذي قد خان يوماً ودّهُ
أبواب قلبي كُلها لكَ مُغلقهْ


قُلْ للذي نسي الوفاء ودربهُ
لست التي تقضي الحياة مُعَّلقهْ


قُلْ للذي يختال في أهوائه
كُلْ ما تريد فلن أكون المِلعقهْ

قُلْ للذي نقض العهود وخانني
لن أرتضي يوماً أكون مُمزقهْ

يلهو كما يحلو له متصوراً
إني مغفلة وروحيَّ غارقهْ

يا من نسيتَ وفاءنا ونقاءنا
أولم أكن لكَ كالجبال السامقهْ

لو خيروني بين حبك والنوى
إني أفضل أن أكون مُطلَّقهْ
هذا النّص الشّعريّ لا يخلو من صدق والصّدق في النّصوص لا تقلّ أهميّة عن النّصوص التي يحكمها الخيال والقدرة على تكوين صور ذهنية لأشياء غابت عن متناول حسّنا .
فالصّدق سمة هذا النّص وهوالذي يحكمُ لغته ومعانيه يستند الى حادثة معاشة (الخيانة)ويعبّر عنها منطلقا من واقع واحساس استدعى لدى الشّاعرة كلّ الحضور النّفسي والعاطفي لنقلها إلينا
ولا غرابة أن تستهلّ قصيدتها
بقلْ
فعل في صيغة الأمر يستنفر كلّ المساءلة لمخاطبها عن طريق مخاطبة غير مباشرة في تدليل على شدّة وجعها وتأثّرها بما حدث ...
قل للذي قد خان
فاللّهجة تبدو في قمّة التّوتّر وقد جاء الشطر الموالي أو المقطع الثّاني ليكشف وطأة ما تعيشه الشّاعرة عبر الإخبار عن قرار صارم مصيريّ للقطع مع الذي خان الودّ واستهتر به
أبواب قلبي كلّها لك مغلقه
ولفظا (كلّها) و(لك) فكلمة كلّها تأتي مطلقة جازمة ولك تاتي في مواجهة كبرى مع عليك التي كانت هي الأنسب في الإستعمال
غير أنّ لجوء الشاعرة لها يجيئ في اثبات البون بين حالة قبل الخيانة وما بعدها
ولسان حالها يقول
فأبواب القلب التي كانت لك كلّها مفتوحة اصبحت كلّها لك لكنّها في حالة مغايرة (مغلقة)
وفي كلّ مرّة بعد فعل (قل)تتسّع دائرة التّعمّق في ما أصاب هذه القلب المخذول لتجيئ التراكيب ودلالاتها منجذبة بين متكلم ومخاطب غائب غير مباشر
حاملة ما في الأعماق من خيبة وما تأتّى عنها من قرارات لا رجعة فيها

لست التي تقضي الحياة مُعَّلقهْ



كُلْ ما تريد فلن أكون المِلعقهْ


لن أرتضي يوماً أكون مُمزقهْ


إني مغفلة وروحيَّ غارقهْ


إني أفضل أن أكون مُطلَّقهْ
والمتأمّل في الصّفات معلّقه ...ممزّقة.....مطلّقة وهي أبنية صرفيّة من الفعل المزيد بالتّضعيف فعّل
وصيغة فَعَّلَ: ومن المعاني المرتبطة بهذه الزيادة نجد صيغة فَعَّلَ: وهي من المعاني المرتبطة بهذه الزيادة للتدليل على التكثير. و مثل: طوَّق مطوّقه...علّق معلّقه
ثمّ أنّ المقاطع التي سبقت هذه تجيئ مكتظّة بلوم متخفيّا في عبارات موجزة دالّة على الوفاء من الشّاعرة للحبيب وغدرها لها
خان الودّ...نسي الوفاء...
او لم أكن لك كالجبال السّامقة
وما يمكن تأكيده عموما بعد قراءة لهذه القصيدة قيامها على صدق الإحساس وهي ما جعلها تلقى تأثيرها لدى المتلقي وتعاطفه مع معانيها ..وقد جاءت بتلقائية خالية من بهرج اللغة وترفها ...

أسعد الله اوقاتك استاذتنا القديرة
ما اروع هذه القراءة المميزة
سلمت ايتها الاديبة الراقية
التحايا لك و الإعجاب الكبير
دمت بالقرب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة












التوقيع

قد يُبتلى المـرءُ في شيءٍ يفارقـهُ
فكنتَ بلوايَ في شوقي وفي قلقي