نوايا البخت
.
.
مضيتُ بدربهِ في الليلِ مَرَّه
وأهرقتُ الخواءَ بدلوِ نبرَه
.
مضيتُ وكانَ في ظنّي التباسٌ
بأنَّ القلبَ لا يُروى بقطرَه
.
وكنتُ أخالهُ تسويفَ حِينٍ
هنيهاتٍ تلوّنها المسرَّه
.
مسامرةٌ تواسي لؤمَ ضجري
وتسرقُ من شقائي ما أسرَّه
.
صحبتُ اليأسَ عاقرني سنيناً
وألبسني يبابُ العشقِ قبرَه
.
كماعتدتُ الحياةَ بلا حياةٍ
وآلفتُ النسيمَ بألفِ حسرَه
.
مضيتُ إليهِ ما كانَ ابتغاءً
نوايا البختِ شاءت وهْيَ حُرَّه
.
يحاورني فيندهشُ انشداهي
وأدمنُ غيثهُ الفوّاحَ عطرَه
.
يسيلُ الهمُّ من آماقِ نفسي
فيشربُ قهوةَ الإصغاءِ مُرَّه
.
يحدّثني فيُنصتُ صوتَ صمتي
وتورقُ في قفارِ التّوقِ جمرَه
.
وكنتُ أقولُ لي ماذا دهاني
ففخُّ العشقِ هذا محضُ حُفرَه
.
أأهربُ؟ كيفَ أهربُ من شَغوفٍ
يلاينني فأردعُهُ بغمرَه
.
مضيتُ وليتني ألجمتُ خطوي
وغالبتُ الهوى وأمنتُ شرَّه
.
علقتُ بليلهِ حتى استفاقت
عصافيرُ النخيلِ بحِجرِ تمرَه
.
قطعتُ الوقتَ كي أحظى بأنسٍ
فباغتني بسكّينٍ وشفرَه