تساورها أعين الشفق حال المغيب
تبثُّها أحزانها بمرودِ الليلِ الآزفِ همَّا
وسائدُها تستغربُ الدفءَ بعيدَ انقطاع
النومُ نظيرُ وسنِها العابثِ بألهياتِ السُّهدِ المريب
من بعثرَ الأحلامَ على مرامي الأملِ البعيد؟!
حبيبُها موتورٌ بواقعِ لئيم
أمنياتُهُ عالقةٌ بمهاوٍ قصيَّةِ المضامين
ترمُقهُ بحناها أسطورةً من عشقٍ مهول
آلامُهُ تسكُنُها بوجعٍ لذيذ
تحبُّهُ من أزلِ الذَّرِ هياما
ويهيمُها قلبهُ بمجونٍ فريد!
السماءُ تحتضنُ رؤاها
يلمحُها إبَّانَ اقتطافهِ وميضَ النجوم
عيناها ترضِعهُ السكينةَ في عوالم الشتات
تغازِلهُ بصمتٍ خجول
تلملمُ ذراتهِ بأحاسيسها النديَّةِ
كؤوسُ الغاردينيا وجناتُها
ورمشُها الآسِرُ سريرُهُ المكنون
النهاراتُ في ابتسامِها تكنفهُ بالحياة
يحياها وحدها من الكائنات
تعارضهُ تمني الموتَ خلاصاً من الفراق
تبكيهِ باحتراقٍ بريء
تبتلعُ زفراتِها ألا يلمحَها فترديهُ الهموم
يشعُرُها رغم انكباتِ الأنين
"أحبكَ" ترددها كل حين
لتفسحَ له مكانا فيما تبقى من عمرٍ بليد
تلفَحُ الأثيرَ بعطر جسدِها العبير
تعلم أنَّهُ يستنشقهُ مميِّزاً من ملايين الروائحِ في الأجواء
يضمُّها انبعاثاً بعد موتٍ كلَّلهُ توحُّشُ الحياة
يتماهاها حدَّ نويَّاتِ خلاياها كهمسِ النّسيب
"أحبُّكِ" تغسِّلُها من أدرانِ المُلحقات
سدرةُ المنتهى أحضانُها الرَّؤوم
وجنانُ الفراديسِ صدرهُ الحنون
وكلاهما.. أقصوصةٌ ينابِذُها التموسقُ أعنَّةَ الوفاء