"في ذكرى فجيعة جسر الأئمة"
فعانق عثمان نزف القباب
فزعتُ أنازع هولاً..
وماء
فمخنوقةٌ نسمةٌ..
بالهواء
وخرساء..
أقدام هذا النجيع
ومشلولةٌ..
آيةٌ للدعاء
فدجلة يسقي لنا العَبَرات
وقفت..
وكان الزمان رفاة
فصخت..
إلى أبعد ما يكون
سَمَعْتُ صِراخاً له..
حَشْرَجات
يدعُّ الخَليقَةَ للغمرات
فِطِفْلٌ هَوى
وَزَوجٌ رَبَطْنَ جِراحاتَهُ
بـِثِيابٍ.. بَقينَ عُراة
َحبُلْنَ بِنَزْفِهِ..
حَتّى المَمات
نُذُوري وَسِجّادَتي وَالدُعاء
وَأَشْياءُ مَسْمُومَة في وِعاء
يُقَدِّمُها "مُلْجَمٌ" لِلجُمُوع
طَفَتْ فوق زِنْزانَةٍ..
مِن دُمُوعٍ
أَضاءَ النَشيجُ..
مَكانَ الشُمُوع
وآلام للناس صبراً تفوح
بشبّاكه شدَّ خَيْطَ القروح
خشوعا يغيث القلوب..
اللواهج
بـِبابِ الحَوائِج
وَعُثْمانُ* رَدَّ القَميصَ..
وَرَدَّ البَهارِج
راحَ يُبادِلُ رُوحاً بـِروح
لِآخِرِ صُبْح
بـِجَرْحِهِ قَطَّبَ تِلْكَ الجُروح
حَتّى تَمَدَّدَ بَيْنَ الصُروحِ..
صَريعَ الرَباب
أَيا مَوْتَ كُف
بـِمُوسى تَوَسَّلْتُ..
هذي القُباب
عَصَرْتُ السُيوفَ وَعَتَّقْتُها..
بـِانْتِظارِ الجَواب
دَخَلْتُ الفَجِيعَةَ مِنْ كُلَِّ باب
أُوَزِّعُ جِسْمي بِكُلِّ العُصُور
أَفُرُّ إلى فِرْيةِ الاحْتِطاب
يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَيَّ التُراب
تَعالَ .. تَعال
عَقَلْتُ الرزِيَّةَ حَتّى..
بَلَغْتُ الضَريحَ السَحاب
تَدَلَّتْ إِلَيْهِ شِفاهٌ..
مِنَ العَطَشِ المُسْتَجاب
وَ(زُهْبَه)*
وجدّات يحملْنَ جنْحَ الكتاب
تواعد أحفادها كالسراب
قُبَيْلَ الذهاب
تَغَضَّنَ وَجْهُ الهَدايا..
وَذاب
مَناسِكُنا المُثْخَناتُ وُجُوه
تُبادِلُ بِالطَفِّ حَزَّ الرِّقاب
فَقامَتْ لَها كَرْبَلاءُ تَزُور
كَواظِمُها المُرْزَءاتِ الحُسُور
عَلى النَهْْرِ..
في ساعَةِ الانْعِتاق
فَيَزْمَعُ هَوْلُ الطُلوعِ
خُشوع
وَفَكَّ جَناحَيْهِ ..
جِسْرُ الأَئِمَّةِ ..
يَنْوي القُلُوع |
ـــــــــــــــــــــــــــ
عثمان : الشهيد البطل ابن الأعظمية الذي كذّب مؤامرة أعداء العراق حينما منح حياته لإخوته العراقيين الغرقى وهو ينقذهم دون السؤال عن هويتهم .
زهبة : هدية المسافر عند عودته من السفر أو الزيارة ، وهي مفردة يستخدمها أهلنا في الجنوب أما في باقي مناطق العراق فهي "صوغة". وقد أستخدمت مفردة الجنوب لأن ضحايا جسر الأئمة أغلبهم من جنوب العراق.