إلى ذاتِ الوشاحِ
رأيتكِ عند انزلاقِ الوشاح ِ
كجوريّـة ٍ في رياضِ الأقاحي
تحاكينَهنّ بصوتٍ نديّ ٍ
ويضحكْنَ في رقّة ٍ وانشراح ِ
وماكان يعنيكِ إسعادُ قلب ٍ
أسير ٍ عليلِ الهوى مُستباحِ
وتزدادُ عيناكِ تيهًا وعُجبا
ولم تقنعا بحدودِ المُـباح
وأسْرَفَــتا في دلالٍ وجور ٍ
تُــبيحَانِ للعاذلاتِ اجْــتياحي
فيسْخرْن من شاعرٍ فاضَ وجْدا
بريءِ النّوايا مهيضِ الجناح
وأسرفـْـن في كشْفِ أسرارِ عشقي
وجاوزْن بالظلم قدْرَ المِزاحِ
فهل كان أغناكِ تعذيبُ قلبي
وأشفى غليلَكِ منّي نُواحي؟
وهل كان أرضاكِ ضحْكُ العذارى؟
وقد كان أوْلى بكُنّ امْـــتداحي
فقد كنتُ أوثقَ عهدًا غُدُوًّا
وأصدقَ وعْدًا أوانَ الرّواح ِ
وإنّي عفوت فما من ملام ٍ
على ظالماتي وما منْ جُناح ِ
لَـكُــنّ الهوى عالم ٌ سِحْنَ فيهِ
ولي وحْدتي وانتظارُ الصّباحِ
لعلّي سأفلتُ من ضِيقِ ليْلِي
ويأتي الصّباحُ بإذنِ السّــراحِ
وأرحلُ عن وطنٍ ليسَ فيه
أمانٌ على شاعرٍ من مِـلاحِ
وأصنعُ لي عالمًا من خيال ٍ
وأُبْعِدني عن جنونِ الجِراحِ
ولو أنّ في القلب شوقـًا عظيمًا
ولستُ على ثقـــةٍ بالنّجاح ِ
المتقارب