أغيثوا خدرَ مَنْ بقيت أسيره
أفيقي عند أشرعتي الكسيره = حروفُ الضّادِ مِن تلك الوتيره
وهزّي بالمعاني كلّ وجدي = إذا ما الصَّمْتُ ألبسني ضميره
فدمعي قد جرى حزناً ، وقلبي = رأى زفراتَهُ تنعى سروره
ووجدي صاغَ للأحزانِ لحناً = أعاد لحزنهِ وجداً يثيره
وأيمُ الله ما خَمَدَتْ بقلبي = بقايا الوجدِ أو حتى زفيره
تُسَهِّرني المآسي كلّ ليلي = وحتى النَّجمَ لا أهوى حضوره
وكيف ينامُ مَن دارتْ عليهِ = سهامُ الحزنِ واجتاحتْ سريره
وهَلْ بعدَ الطلولِ أرى لواءً = يُرَفرفُ فوق أُمنيتي الكبيره ؟
لقد نأتِ الحمولُ فلنْ أراها = لهمْ في القلبِ أحزانٌ كثيره
لقد عانتْ مِن الإبصار عيني = وكانتْ قبلَ نأيِهُمُ قريره
منازلُهُمْ غدتْ قفراً وحُبلى = بآلامٍ وآهاتٍ مريره
يحنُّ الوجدُ للذكرى مراراً = فيسلبُ مِن ثناياها حبوره
فلا قلبي بيومِ السّعدِ يحظى = بتركِ الدّمع لحظاتٍ قصيره
ولا نجمي بهذا الأفقِ يخفي = رزايا طالما كانت أسيره
وأيمُ اللهِ كم ْتركت بقلبي = مآسي الطفِّ أحلاماً كسيره
تذكرني بهم أشجانُ عمري = فيَهْمي الدمعُ في تلك الشّعيره
رجالٌ للحسينِ بهم فُجِعْنا = فكانوا لاتخونهُمُ البصيره
رجالٌ ليس مثلُهُمُ أُسودٌ = أناخوا الرحلَ واختاروا مصيره
ديارٌ للحسينِ بها حياةٌ = وتكبيرٌ على طولِ المسيره
ديارٌ لا تهابُ الكُفرَ يوماً = وإنْ عزَّ النصيرُ أو العشيره
وصوتٌ للحسينِ أزالَ عرشاً = وطاغوتاً وأصنافاً حقيره
ودمعٌ لليتامى شادَ نهجاً = بصبرٍ قلَّ في أُممٍ نظيره
ورأسٌ كمْ تلا القرآنَ فخراً = لأحكامٍ بآياتٍ مُثيره
وقيدٌ حطّمَ السّجانَ صبراً = ولمْ يركعْ لأمثالِ المُغيره
وصوتٌ للعقيلةِ كمْ ترامى = بأطرافِ الدُّنى مَنْ ذا يجيره ؟
إلى ذُخرِ النبوّةِ ذا ندائي = أغيثوا خِدْرَ مَنْ بقيتْ أسيره
أبو حسين الربيعي – دبي 16/2/2017
الوافر
|