فاهُ الرَّسائلِ موبوءٌ بألفِ صمتٍ وشجون..
ما أكتبُ لكِ.. بم أبوحُ، وكلِّي مقتولٌ مذبوحٌ على حدود أنصالِ الرؤى والهراءات..!؟
جُننتُ ربما! وآليتُ توريةَ لواعجي النفسيَّةِ الخطيرةِ، قبيلَ أن تفضحَ كُنهي ونوباتِ صرعِ أعماقي..
تلك التَّحرُّكاتُ التكتونيَّةُ الهائلة العنفِ في خبايا دهاليزِ نفسي..
بزلازلها المدمِّرةِ الشعواء..! ما تضعني أمام حالةٍ من هذيانٍ سقيمٍ أخرس..
لاهو إن نطقَ أبانَ حالةَ الألم المستديمِ التَّوجُّعِ في عمري..
ولا هو إن تسقَّمَ صامتاً، أراحَ من أنينٍ خفيٍّ لمزَ أغشيةَ خلايا دماغي واكزاً إيَّاها بصلافةٍ متبجِّحةٍ سافرة!
**
على كلِّ حال..
العبثُ بالحروفِ، ما عاد يجدي أرقَ الخفقِ في دلاهمِ الواقعِ البهيم..
لعلَّ الصمتَ ارتكاساً على شفةٍ ووجومٍ، أولى من تَلَهٍّ أخفقَ بمراوحتهِ علاجَ سرطانِ المشاعرِ الخبيث..
لا سيَّما أنَّ مستَطبَّاتِ الرُّوحِ الخاصَّةِ، ما عادت تستضيفُ الحالاتِ الميؤوسِ منها.. كحال حبيبكِ هذا! ولله الأمر..
**
وتسأليني عن أحوالي؟!
أنا بخير بك.. أحيا بك وأموت عليك.. هذا باختصار مبينٍ محدَّدِ الجهات الثلاثِ..
في داخل هذا المثلَّثِ بأضلاعهِ الحياتيَّةِ المترقِّبة، أركنُ زواياهُ متشاغلاً ما بينَ أملٍ مريبٍ..
ونزقٍ عصيبٍ، ومنًى تتَّخذُ الأريحيَّةَ لها إساداً من همومٍ متشعِّبةِ المضامين.. ولات ارتياح!
في إطارٍ من خيالاتٍ مجنَّحةٍ محترقةِ الأرياشِ!.. وعجباً كيف تحلِّقُ في فضاءاتِ الأفكارِ أخيلتي المريضة!
**
السِّياحةُ ما بينَ جزرِ عُقدي الشُّعوريَّةِ الباطنةِ الملامحِ، شائكٌ وشهيٌّ في آن!
الشُّوكُ في مكابدةِ آهاتِ التَّحسُّرِ ربَّما.. ووخزها العميقِ في سويداءِ القلبِ المتعبِ أصلا..
والاشتهاءُ في التَّميُّزِ المتأصِّلِ في بنيةِ الطِّباعِ الألبيريَّةِ هنا! وهذا بحدِّ ذاتهِ مرضٌ آخرُ ولو كانَ حميداً في أوقات..!
**
سأكفُّ الآن عن سيبِ جنوني.. لترقأ فكرتي أسبابَ اشتياقها بوحكِ لك..
وبما أنَّكِ أنثايَ الأرقى والأرق، سأتصبرُ مجدَّداً حالماً بالقريرةِ وعداً ضمنهُ الإلهُ في ملكوتِ رحماتهِ للصابرين..
ولو بعد حين.
أحبكِ
لقاء
.....