عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2017, 12:50 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سراج الربيعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي عينُ السّما لمْ تنهمر إلاّ لهُمْ

عينُ السّما لمْ تنهمرْ إلاّ لهمْ
هذي الحروفُ النازفاتُ ندائي =نهجٌ رسمتُ طريقهُ برثائي
ما صغتُها لأخطّها بلْ قلتُها =ليكونَ في عنوانِها سيمائي
لتسِّحَّ بعدي دمعةٌ مِن مؤمنٍ =لمْ يتّخذْ لهواً سوى الأرزاءِ
سيّانِ لو أنّي اتّخذتُ مِن الأسى =عيناً كعينِ تماضرِ الخنساءِ
فَنَزفْتُ مِن وَسْطِ الفؤادِ بدائلاً =مافيه ِ غيرُ حشاشةِ الأعضاءِ
كيف الثواءُ بخيمةٍ وسْطَ الفَلا =هي في عيونِ الكونِ كالأُمراءِ
إنّي عرفتُ الحُزنَ يوم ولادتي =والجسمُ لا يشفى بغيرِ دَواءِ
لاتسألوني البوحَ أو وصفَ الجوى =إنّي افترشتُ وسادةَ الغبراءِ
ثكلانُ يجذبني الحنينُ لكربلا =شتانَ بينَ النوحِ والأهواءِ
ما العمرُ ؟ مافي العمرِ لولا كربلا =إلاّ سرابٌ ظاهرٌ كالماءِ
ومشاعري نارٌ تشُبُّ مع الجوى =وقصائدي وقفٌ إلى الزهراءِ
أمسى سواءٌ في الدُّنا وقع ُالأسى =عندَ الصّباحِ وعندَ كلِّ مساءِ
بالأمسِ قدْ شاطرتني في غربتي =ياليلُ بين سعادتي وشقائي
روحي تئنُّ كأنّما أشجانُها =قدْ زَلْزَلَتْ جَبَلاً على البيداءِ
ودّعتُ أيامَ الحسانِ وَعِفْتُها =وشرَعتُ أنْ أبقى مَعَ الثَّكْلاءِ
لهفي لقومٍ صُرّعوا في كربلا =باتوا على الأحجارِ والرّمضاءِ
أنا بينَ آلامي وبَينَ صَبابتي =حيناً وبينَ مَصائبي وبلائي
فَنَظَمْتُ في شَرقِ البلادِ وغَرْبِها =شِعْراً يهزُّ خواطرَ الشّعراءِ
حتى بكيتُ على الكُماةِ بلوعةٍ =ويطولُ في هذا الزّمانِ عزائي
أنا خادمٌ نظمَ الفصيحَ بعزّةٍ =لمْ ينجذبْ يوماً إلى الطُّلقاءِ
وَلَوِ انْحَنى هذا اليراعُ لظالمٍ =لَدَفَنْتُهُ جهراً مَعَ التُعَساءِ
إنّ الكلامَ وثيقةٌ محفوظةٌ =رسَمَتْ طريقَ شهادتي وولائي
سَيَكونُ في يومِ الحسابِ ذَخيرتي =ويكون ُيومَ قيامتي ورجائي
وَلَقادَني يومُ الحسابِ بيانُهُ =للطاهرين وأقدَسَ الأسْماءِ
يا أيُّها الراثي أبا الشُّهداءِ =بمجالسِ الزُّهادِ والحُكماءِ
خُطِّ القريضَ مآسياً وفجائعاً =وانشرْ فصيحَ الشّعرِ في الأرجاءِ
واسْتجمِعَ العبراتَ دَمعاً أو دماً =فالكونُ بين مدامعٍ ودماءِ
لمْ ترثِ للثقلينْ غيرَ صحابةٍ =ظُلموا، وخيرَ أشاوسِ الهيجاءِ
فَعَقدْتُ قلبي رايةً ثوريّةً =للحزنِ ، لا للظبيةِ الغيداءِ
ومَضَيتُ أهتفُ للحسينِ وصَحْبِهِ =إنَّ الحسينَ عقيدةُ الأُمناءِ
لاحتْ لي العرصات ُ مِنْ أعلامِها =فنَشَرْتُ في تلك الربوعِ لوائي
وإذا بصوتٍ بالفجائعِ مُعولاً=وَدَنا بمهجته ِمِنَ الأدباءِ
بينَ الشّجونِ وبين كلِّ ثكولةٍ =ناحتْ ، وأُخرى ردّدتْ ببكاءِ
تهمي إذا وقفتْ ، وتندُبُ إنْ سَرَتْ =وعلى رثائِكِ قدْ نظمتُ رثائي
قدْ كانْ يشجيني المُصابُ معَ الأسى = فكأنّما الدّمعُ الهتونُ ردائي
لولاكِ ما اتّقدَ القريضُ ولا اكتوى = قلبي وقلبُ الصّخرةِ الصّماءِ
وجريتُ في رَكْبِ العزاءِ على اللّظى = حتى انتهيتُ بزمرةِ الحُنفاءِ
تلكّ المشاهدُ والفصولُ شواهدٌ = فابعثْ فؤادكَ يأتِ بالرّفقاءِ
رُزْءُ الخلائقِ في الحسينِ فجيعةٌ =فيما أحاطَ بها مِن الأرزاءِ
ذُبحتْ على نحرِ الحسينِ شرائعٌ =بإصولِها ومناهج ُ العلياءِ
أنصارُ دينُ الله تحتَ لوائهِ =نُحِروا وتلك سجيّةُ الشُّهداءِ
وُلِدوا على أرضِ الطفوفِ بكربلا =في جبهةِ الأشرافِ والنُّجباءِ
أَودى الرّدى ببواسلٍ لم ينْحَنوا =إلاّ إلى الخلّاقِ لا الأحياءِ
عينُ السّما لمْ تنهمرْ إلاّ لهمْ =شتانِ بين الدّمعِ والأنواءِ
والراسياتِ تصَدّعتْ وتزحزحتْ =بعد الذخائرِ مِن بني الزّهراءِ
وجهُ الثّرى مُتخضّبٌ بدمائهِمْ =مافيهِ غيرُ رسالةٍ وإباءِ
حتى الفراتُ يهيمُ عشقاً بالأُلى =ويبوحُ بالأسرارِ للرّمضاءِ
والنّجمُ يهوى للثرى مُتكدّراً =متفجّعاً كثواكلِ الأبناءِ
والحورُ قدْ نصَبَتْ عزاءً في السّما =في مجمعٍ مافيهِ غير ُنساءِ
أما الملائكُ بالدّماءِ تخضّبوا =والحاملونَ العرشَ في العلياءِ
المرسلونَ على الحسينِ توافدوا =خرّوا لهيبتهِ إلى الغبراءِ
والناسُ تنعى كلَّ حينٍ آيةً =في الطّفِ أو في البيتِ والأحياءِ
يا أيها السبطُ الأبيُّ تحيّةً = أسمى مِن الترتيلِ في الأرجاءِ
أذهلتني يابنَ المكارمِ لو ترى = قلبي يئُنُّ لصَدْمَةِ الأنباءِ
واللهِ مانزَلَ الحُبورُ بساحتي = أبداً ولا عانيتُ مِنْ أرزائي
واللهِ ما سكَنَتْ لواعجُ مُهجتي = مابينَ ثُكْلٍ سيّدي وبُكاءِ
لو كانَ في وسطِ الجبالِ مشاعرٌ = لبَكَتْ عليكَ بمُقلَةِ الزهراءِ
واللهِ يا سبطَ النبوةِ لَمْ تكُنْ = إلاّ مِنَ الأسباطِ والنُّجَباءِ
بكَ يستنيرُ الدّربَ كلُّ مُسدّدٍ = إنّ الجهادَ مسيرةُ الشّهداءِ
بكَ ينقشعُ الظلامُ مِنَ الورى = ويدومُ هذا النورُ في الأجواءِ
بكَ يابن طه نقتدي في نَهجِنا = بلْ صِرتَ نورَ القلبِ في الظلماءِ
هيهاتَ نبرحَ عنْ مسيركَ لحظةً = يا رافعاً للدينِ خيرَ لواءِ
هذي الضحايا في الطفوف هديةٌ =مِنْ كعبةِ الأحرارِ والشهداءِ
الصّابرونَ على البلاءِ بعزمِهِمْ =مادمتَ فيهم سورةَ الإسراءِ
ثبتوا ، فنالوا في العلا جناتَهَمْ =وهَبوا فتلكَ سجية ُالسُّعداءِ
ياصاحِ فاكتبْ للحسينِ وَصَحْبِهِ =فبِهِ يعودُ الدينُ للشرفاءِ
علي كريم الربيعي ( سراج ) – دمشق 25/12/201 1 – الأحد 1 صفر

البحر الكامل






آخر تعديل شاكر السلمان يوم 08-11-2017 في 04:52 PM.
  رد مع اقتباس