خيار الظباء
في محفلِ الشعراءِ مرّت ظبيةٌ
أهل القفا في حسنها قد حاروا
صاغوا لها أحلى الكلام مودّةً
فلعلّها من بينهم تختارُ
قالت : يُثابُ الفوزَ بالأشواقِ مَنْ
بمحاسني دانت لهُ الأشعارُ
أصغتْ وأرهفَ سمعُها في لهفةٍ
ويكادُ موطن صبرها ينهارُ
واليأسُ يوشكُ أن يدبَّ دبيبهُ
فَإذا بصوتي صادحٌ جهّارُ
ناجى شغافَ القلبِ حاكى وجدَها
بأرقِّ ما قد تعزفُ الأوتارُ
فَإذا بها نادتْ وقالتْ : يافتي
أنتَ المُنى والمرتجى والدارُ
أسقيتَ جدبي من ينابيعِ الهوى
لمّا هَمَت بمرابعي الأمطارُ
فغدت جناني تزدهي بربيعها
فيها تروجُ وتنضجُ الأثمارُ
من بعدها قالوا تُتوَّجُ شاعراً
قرّاءُ ديواني فهم قد صاروا
قد فاز شعري بالحبيبِ وبالورى
حيّوهُ : قد حفّتْ بهِ السمّارُ
الكامل