عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2017, 01:51 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سراج الربيعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي بأبي وأمي والكماة بكربلا


بأبي وأمي والكماة بكربلا

أسْبَلْتُ دَمْعي للرثاءِ طويلا = والقلبُ أفجَعُ مايكونُ ثكولا

يا عَبرةً فتّتْ جميعَ جوارحي = ألماً ، وصارَ لها الفؤادُ فَتيلا

وتناثرتْ حِمَمُ الدموعِ كأنَّها = نارٌ على هذا الفؤادِ دَليلا

فإذا الفواجِعُ عانقتْ قلْبَ الفتى = نَسِيَ الحبيبُ فؤادَهُ المَتْبولا

ناجيتُ أطلالي ألا ترَكَ الجوى = ظلاً يكونُ مِنَ العذابِ مَقيلا

ناديتهُا أنّ العذابَ لِعاشِقٍ = قدْ خرّ مِنْ فَرْطِ الهوى مَقتولا

كانَ الشعورُ بداخلي مُتوَهِّجاً = ناراً وسالَ لهُ المِدادُ مَسيلا

فالحزن ُمَنْبَعُهُ فؤادٌ مُثكلٌ = لايعرفُ التأميلَ والتمثيلا

والغيدُ تأنَسُ بالحياةِ تغنُّجا ً = والنَّفسُ تأمَلُ بالحُبورِ ظَليلا

فتناثرتْ كُتَلُ الدموع ِبلوحتي = مسْفوحةً بعدَ النياحِ فُصولا

مُتفجّعاتٍ بالمَصابِ كأنَّما = تبغي على دُرر ِالكلامِ هُطولا

أزدادُ في تلكَ الهُموم ِتفجّعاً = أبْدو على لوحِ الزمانِ عَليلا

فنَظَمْت ُفاتحةَ القريضِ مآتماً = ودَعوتُ في حَرْفِ البيانِ عُقولا

قدْ باتَ كلُّ بيانِها مُتكَدِّرا ً = والطَّرْسُ أمْسى نَضْدُه مَفْلولا

قدْ سهّدَتْ شُهُبُ النجومِ عيونَهُ = فكأنَّ في تلكَ العيونِ فَتيلا

أو أنّ في تلكَ السَّماءِ عَلائماً = بعَثَتْ سَلاما ًللصَّباح ِ جَميلا

حالَ الأسى بينَ الضِّياءِ ونَجْمِهِ = نَزَلَتْ مَصائبُهُ العظامَ نزولا

ذكّرْتهُ بمصائب ٍلو أنَّها = نبتَتْ ، لكانَتْ بالزَّمانِ حُقولا

لكنها ظهرت بقلب ٍمُثْكَل ٍ = وجَدَ التفَجَّعَ في الحياةِ خَليلا

نادَمْتُه تلكَ الخطوبِ وليلِها = شجوا ً فَصارَ لي الزفيرُ قَبيلا

فدَعَوْتُهُ سُحَّ الدِّموع بلوعَة ٍ = فَلَقَدْ طَلَبْتُ مِنْ القَصيدِ دَليلا

وَرَجوتُه نعيا ًوَنَدْبَ مُصِيبة = كالأمّ تَتخِذ ُالرِّثاءَ عَويلا

هَمِسَ المِدادُ على قِصاصِ وُرَيقتي = إني لأنعى سيِّداً وَنَبيلا

مَنَحَ الورى مِن فِكْرِه وإبائه ِ = نهجا ًتَصوغُ لهُ السَّما إكليلا

لَمْ يبلغِ الموتُ الرهيبُ حياتَهُ = وإذا أتى ظل ّالردى مَذْهولا

وتخالفتْ أيدي الردى في قتلِهِ = فزَعاً وظلَّ كيانُها مَشْلولا

صَرَعَ الردى في بأسِهِ وصُمودِهِ = وَسَما الى نحوِ السَّما مَحْمولا

فالفِكْرُ يبقى للحياة كَكَعْبة ٍ = تَخَذَتْ علائِمَها الرجالُ سَبيلا

إنّ الخطوبَ على ضِفافِ إبائِهِ = غَرَقتْ وخلَفَت الرَّدى مَخْذولا

لم ْ تدرك ِالأفهامُ كُنْهَ صِفاتِهِ = فالعقلُ يبقى طرفُهُ مَكْلولا

هذا هوَ السِّبْطُ المُرَمّلُ بالدّما = لمْ يخشَ في كفّ الطليق ِ صَقيلا

تاللهِ ماهابَ الحُسينُ جَحافِلاً = كَلا ولا خَشي َالحسينُ نُصولا

وطأ الوغى حُراً كريمًا صامِداً = جعَلَ الحُسامَ بِكَفّه عِزريلا

لولا مَشيئةُ رَبِنا في خَلْقِهِ = ماكانَ يَرضى بالحُسينِ قَتيلا

فاكتبْ على سِبْطِ النبيّ مَراثياً = واذرفْ مِدادَكَ باليراعِ سيولا

لِتُنَضّدَ الكلماتَ ساعةَ غدْرِهِ = شجواً يسُحّ ُلهُ الفؤادُ طويلا

واللهِ مارَحَلَ الحسينُ بكربلا = صَعَدَ الحسين ُلربه تبجيلا

وأقامَ صَرْحا ًفي الحياةِ وطالَما = فخراً لهُ جاءَ الإبا تَقْبيلا

وهَبَ الحياة َمبادِئاً ومناهِجاً = فكأنهُ بين الأنام ِ رَسولا

قدْ هَدّ أركانَ الطغاةِ بفِكرِهِ = تركت ْمناهجُه الطغاة َفلولا

ضاقَتْ بهِمْ سُبُل الحياةِ فَسارَعَتْ = أرواحُهُمْ نحو الجَحيمِ وُصولا

تروي المَذَلَة َفي العذابِ وتشتكي = ناراً وتقريعا ًوزِدْ تَكْبيلا

لمّا أتتْ لِلْحَرْب يتبَعُ بعْضَها = لتقاتِلَ التنزيلَ والتأويلا

بَرَزَ الحُسينُ بصَحْبِهِ مُتَوكِّلاً = باللهِ مُذ وجَدَ النَّصيرَ قَليلا

والليثُ لايَخْشى الضِّباعَ وإنْ بَدا = فَرْداً ويأبى أنْ يعَيشَ ذَليلا

هُوَ سَيِّدُ الأحْرار تَرْفُدُه ُ السّما = تَخِذَ الصَّوارمَ للرجالِ خيولا

ورجالُهُ مَلَكوا الوَغى في بأسِهِمْ = كانَتْ لهُمْ هامُ الجبالِ ذلولا

وكأن كلّ سيوفهِمِ علوية = يشْفينَ مِن حَزِّ الرّقابِ غَليلا

ترجو الجُسومُ من َالسِّيوفِ سَلامة ً = يومَ النِّزالِ وتُغْمِدُ المَسْلولا

هَزمَتْ سَواعدُهُمْ علوجَ أميةٍ = فاسْتنْجَدوا التوراةَ والإنجيلا

بأبي وأمي والكماةَ بكربلا = وَضَعوا السّروجَ على السيوفِ بَديلا

نَطَقَتْ سَواعِدُهُمْ وكبَّرَ عَزمُهُمْ = وَغَدَتْ تُشارك ُبالنِّدا جِبْريلا

شَرِبوا بأكوابِ الرَّدى ماءَ السّما = عِزاً ونالوا في العُلا تفضيلا

أذِنَ الجليلُ رحيلَهُمْ في عاشر ٍ = مُتَلَهّفين َإلى الجنان ِدخولا

لبّوا نِداء َإمامَهُمْ وكتابَهُم = بعزيمة ٍتَضَعُ الجبالَ سِهولا

فمدامعي عِندَ الطفوفِ ذَرَفتُها = حُزْنا ًوَباتَ بها الحَشا مَشْعولا

ضَمَّنتُها نَعْياً لآل ِمُحمد ٍ = والقلب ُأمْسى دَهْره ُمَشْغولا

ينعى ويذكرُ في الطفوف مُصابَهُمْ = والخَطْب ُيَبقى في الفؤادِ وَبيلا

أرجو بها يومَ الورودِ شفاعَة ً = أضحى لها قَلْبُ الفتى مأمولا

وَنَقشْتُها حولَ الفؤادِ لحُفْرَتي = ألقى بها كفَّ الحِسابِ ثقيلا

الخميس 30/10/2008 دبي علي كريم الربيعي ( سراج )

البحر الكامل






  رد مع اقتباس