عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2017, 06:46 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سراج الربيعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي يا أيها الحادي أعد بنت الهدى


يا أيها الحادي أعدْ بنتَ الهُدى

ياليلُ كمْ زادتْ على نارِ الحَشا = بُعدُ الديارِ وفرقةُ الأحبابِ

رَحَلوا إلى حيثِ النوى وقلوبُهمْ = بَقِيَتْ تَحُنُّ لأُسْرَةٍ ورِكابِ

تاللهِ ما أقسى الأسى وفراقَهمْ = فيهِ الفجائعُ أعْظَمُ التِطْرابِ

فحَمِلتُ أحزاناً أتَتْ ببلائِها = زَحْفاً ، لتُثْكِلَ بالفراقِ شبابي

أناْ بَيْنَ آلامي التي كابدْتُها = وتعبّدي كالرّسلِ في المِحرابِ

أطلَقْتُ مَكْنونَ الصَّبابَةَ بالجوى = لمّا رَماني الدَّهرُ بالقِرْضابِ

قدْ كُنتُ مابينَ النجومِ كدُرّةٍ = شعَّتْ بلا شَمْسٍ ولا أسبابِ

حتى فَقَدْتُكُمُ فبُتُّ كأنني = في التُّرْبِ لا في الخِدْرِ والأطْنابِ

ماكُنتُ أحْسَبُ كوكباً تَحتَ الثرى = مُتأمِلاً لِمَدامعي وعِتابي

لمّا رَمَتْني الحادثاتُ بنَبْلِها = حِقْداً ، وَداءُ الغَدرِ في أكوابي

وَعَلامَ ترمي النائباتُ سِهامَها = ويدومُ في هذا الزمانُ مُصابي

فكأنّها ثاراتُ بَدْرٍ أُشْرِعَتْ = أمويةَ الراياتِ والأثوابِ

لمْ تقضِ مِن آلِ الرسولِ ديونَها = حِقداً لتُخفي رايةَ المُنتابِ

واسْتَبْدَلوا سُننَ الرسولِ وغيّروا = تلكَ الأصولِ ببدعَةٍ وسَرابِ

قدْ كانَ لي كَهْفٌ حَصينٌ ساترٌ = مِن ْكلِّ ليثٍ في الوغى والغابِ

اثنانِ ماعايَنْتُ أدهى مِنهُما = ظُلمُ البتولِ ووحدَتي وعَذابي

يا أيها الحادي أعِدْ بنتَ الهُدى = لكُماتِها مِن خيرةِ الأطيابِ

ما ساوَموا حِزْبَ الطليقِ وجُنْدَهُ = فكأنّهمْ للموتِ بالأبوابِ

أَنَسيتَ كيفَ تقدّموا بقلوبِهِمْ = كأشاوسٍ بأسِنّةٍ وحِرابِ

رَبطوا القلوبَ على الرماحِ وواجَهوا = عادي الزمانَ بوَقْفَةٍ وَوِثابِ

صَدّوا عن الدينِ الحَنيفِ كتائباً = والحربُ تَعْشَقها أسودُ الغابِ

بالأمسِ قدْ كانَ الأحبةُ ساعدي = كأُسُودِ غابٍ في ربوعِ هِضاب ِ

سَقَطَ اللوا ، وَبَقيتُ مِن لحظاتِها = أغفو على الأشجانِ والأوصابِ

أمْسَيْتُ أنظُرُ للزَّمانِ فَلا أرى = إلاّ ذَبيحاً ساقِطاً بهِضابي

ألقى السرورَ فلا ينوءُ بعَبْرَتي = هيَ في الطفوفِ مَحَطّتي وإيابي

لاتُدْرِكُ الأيامُ سرَّ خلودِها = وَلَو اسْتَعارَتْ فِطْنَة َ الألبابِ

وإذا تُجاوبُني القلوبُ تَكَمّدَتْ = فكأنّما هي سورةٌ بكتابي

وإذا الصَّباحُ بَدا وَشَقَّ ضياءَهُ = بقي الحزينُ على دُجى الأحْقابِ

عِشْتُ النَّوى وصَحبتُهُ في رحلتي = كالذِّئْبِ ذو غَدْرٍ وذو أنيابِ

في كلِّ وادٍ مُجرمٌ لأميّةٍ = في قَلْبِهِ حِقْداً على الأطيابِ

إنّي هَدَمْتُ عروشَهَمْ في خُطبَتي = بحَقائقٍ وأدِلّةٍ وَجَوابِ

ورَفَعْتُ فيها رايتي فنَشَرْتها = في سائرِ الأرجاءِ والأقطابِ

وعقدتُها لاثنينِ ، آلَ مُحمّدٍ = ولشيعةِ الكرارِ في الأصْلابِ

لكنَّ نزفاً كلّما طببتُهُ = تبقى فجائِعُهُ على المِحرابِ

في كلِّ آوِنَة ٍوكلٍّ مَسيرَةٍ = ماكلَّ مِن دَمْعٍ ومِن تِسْكابِ

وكذاكَ آلامُ الزَّمانِ مَكانها = وَسْطَ الحشا كنوافِذِ النُشّابِ

فإذا أتى عادي الرَّدى لجَماعَةٍ = يمضي مُضيَّ الواحِدِ الغلاّبِ

وجرَتْ خطوبُ الدَّهْرِ في مِضْمارِها = بينَ الفوارسِ مِن بني الأحْسابِ

ياوَيْحَ نورِ الشمسِ أصْبَحَ مُظلِماً = وَهْوَ الحياةُ لِمُجَملِ الأسبابِ

خلَتِ الطفوفُ وقَدْ مَضَتْ أبطالُهُا = عِندَ العليِّ المُنعِمِ الوَهابِ

نزَلَت ْعلى أرضِ الطفوفِ وَعَفّرَتْ = تلكَ الخُدودِ بِسَجْدَةٍ وثوابِ

حملوا على الأعناقِ نَهْجَ مُحمّدٍ = بمَلاحِمٍ وبطولةٍ وخِضابِ

أقسَمْتُ أنّكَ في الطفوفِ هَويَّتي = وَسفينَتي وعقيدَتي وقِبابي

يتساءلون بأيِّ صبرٍ أقتدي = بالمرتضى ، أمْ مَن ْوَراءَ البابِ

أذْهَلتِ أقطابَ الدُّنا في كربلا = عَلَويةُ الأمجادِ والألقابِ

بُغِتَ الطليقُ ، فزُلْزِلَتْ أركانهُ = والحقُّ طاعَنَهُ بِشَرِّ حِرابِ

وكذاك تَتخِذُ الحقائقُ دولةً = أسمى مِنَ الكِذب القصيرِ النّابي

فخذي القصيدَ مجللاً مِن مهجتي = لأصوغَ مِن شجو القلوب ِكتابي

ياقبّةَ الأحزانِ تحْتَكِ قِصّةٌ = قدْ أحرَقَتْ قلبي مَعَ الكُتّابِ

علي كريم الربيعي ( سراج ) – الأربعاء 3/11/2010- كتبت مقدمتها في دمشق من أمام قبة العقيلة زينب عليها السلام

البحر الكامل






  رد مع اقتباس