
{ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا } الكهف 43 }
قوله تعالى { هنالك الولاية لله الحق} اختلف في العامل في قوله { هنالك} وهو ظرف؛ فقيل : العامل فيه { ولم تكن له فئة} ولا كان هنالك؛ أي ما نصر ولا انتصر هنالك، أي لما أصابه من العذاب. وقيل : تم الكلام عند قوله { منتصرا} . والعامل في قوله { هنالك} { الولاية} . وتقديره على التقديم والتأخير : الولاية لله الحق هنالك، أي في القيامة. وقرأ أبو عمرو والكسائي { الحق} بالرفع نعتا للولاية. وقرأ أهل المدينة وحمزة { الحق} بالخفض نعتا لله عز وجل، والتقدير : لله ذي الحق. قال الزجاج : ويجوز { الحق} بالنصب على المصدر والتوكيد؛ كما تقول : هذا لك حقا. وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي { الولاية} بكسر الواو، الباقون بفتحها، وهما بمعنى واحد كالرضاعة والرضاعة. وقيل : الولاية بالفتح من الموالاة؛ كقوله { الله ولي الذين آمنوا} [البقرة : 257]. { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} [محمد : 11]. وبالكسر يعني السلطان والقدرة والإمارة؛ كقوله { والأمر يومئذ لله} [الانفطار : 19] أي له الملك والحكم يومئذ، أي لا يرد أمره إلى أحد؛ والملك في كل وقت لله ولكن تزول الدعاوي والتوهمات يوم القيامة. وقال أبو عبيد : إنها بفتح الواو للخالق، وبكسرها للمخلوق. { هو خير ثوابا} أي الله خير ثوابا في الدنيا والآخرة لمن آمن به، وليس ثم غير يرجى منه، ولكنه أراد في ظن الجهال؛ أي هو خير من يرجى. { وخير عقبا} قرأ عاصم والأعمش وحمزة ويحيى { عقبا} ساكنة القاف، الباقون بضمها، وهما بمعنى واحد؛ أي هو خير عافية لمن رجاه وآمن به. يقال : هذا عاقبة أمر فلان وعقباه وعقبه، أي آخر.
https://المصدر : https://www.alro7.net/ayaq.php?langg=arabic&aya=44&sourid=18