عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2017, 08:16 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سراج الربيعي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي قفرى الديارُ فمَن ينوحُ برُكنِها


قفرى الديار ُ فمن ينوح ُ بركنها

سارَتْ على عَجَل ٍمِنَ السُّمارِ = عَذْراءُ طاهِرَةٌ مِنَ الأوزارِ

نادَيْتَها والرَّكْب ُيَعْدو في الفَلا = فَوَجَدْتُها مَشغولَةَ الأفكارِ

وَنَظَرْتُها عِندَ الطّلول ِلِبُرْهَةٍ = تبكي على الأحْباب ِبالأسْحار

مُبْتلَة َالخدّين ِمِن عَبراتِها = مَفْجوعَةً بالحُزْن ِوالأخبار

أتَطَفّل ُالأنباء َمِنْ أشْجانِها = حتى عَلِمْت ُبِمُجْمَل ِالأسرارِ

أنـّى نَظَرْتُ وَجَدْتُ قَلْبا ًثاكِلاً = أو مُهجَةً مفجوعَةً في الدّارِ

كم ْثاكل ٍفي النّائِحاتِ سَمِعْتها = تنَعْى حَبيبا ًغاب َفي الأقدارِ

أسَفي على تلكَ القلوبِ فَجيعَة = بَعْدَ الحُبور ِكَجَمْرة ٍفي النّارِ

كانَتْ مُنَعّمَة َالحياة ِبقُرْبهم ْ = مَرفوعَة َالهامات ِكالأشجار ِ
فأتاهُمُ رَيْب ُالمَنون بِلَحْظَة ٍ = يَرمي السِّهام َبِكَفّه ِالمُتَواري


فأصاب َفي تلك السِّهام أحِبَةً = طُهْرَ النُّفوسِ وَدُرّةَ النـُظـّارِ

يَمْضي القضاء ُبِهِمْ وما مِنْ هارِبٍ = ينْجو مِنَ الخَلّاقِ والقَهّار ِ

يانائحينَ على الدَيارِ وأهْلِها = إنّ المَصائِب َتُحْفةُ الأبرار ِ

فكأنّما هي مَعْبَرٌ لنَجاتهُمْ = يوما ًلِنَيل ِ شَفاعَة ِالمُختارِ

فَجَع َالزَّمان ُأحِبَّة ًمِنْ قبلِكُمْ = كانوا على الأكوان ِ كالأقمار ِ
أرداهُمُ خَسْف ُالرّدى بتَعَجّلٍ = وأتى على الأصْحاب ِوالأنصارِ


لهفي على ساداتنا سُفُنُ النّجا = ذُبِحوا عَطاشى قُرْبَ نَهْر ٍجارِ

غَدَرَتْ أمَية ُبالحُسينِ وَصَحْبِهِ = وَتَنكّرَت ْللعِترة ِالأطهارِ
فَجَعَت ْبهِم قَلْبَ الرسولِ وآلِهِ = واستهزأت بمكانَةِ الأبرارِ


لهفي عليهم جُزّروا في كربلا = مِن غير ذنب ٍ في الدُّنى وضرار ِ

مَشَتِ الجحافل ُ للجحيمِ ببَغْيها = وَمشى الحُسين ُإلى الجليل ِالباري

فإذا نَظَرْتَ إلى الحُسينِ مُحَذِّراً = أعداءَهُ مِن غَضبةِ الجّبارِ

ماذا فَعَلْتُمْ بابنِ بنتِ مُحمّدٍ = أينَ الجواب ُبحَضْرَة ِالقَهّارِ
وَسَبوا بناتِ الطُّهْر ِفي عَرَصاتِها = مَحْمولة ًفي هزَّلِ الأسفارِ


فإذا نَظَرتَ إلى النِّساء ِحَواسِراً = أبْصَرْت َأحْزانا ًعلى الأكوار ِ

مازلتُ أحسبُ كلَ صوت ٍ هجمة = نحو الخيام ِ بقابسٍ من نار ِ

قالَ احرقوا خَيْمَ الحُسين ِوَصَحْبِهِ = بمَشاعِلِ الطاغوت ِوالأشرار ِ

فيها العليل ُمَعَ العيالِ بيُتْمِهِمْ = أونُسْوَةٌ مَعَ فتية ٍوَصِغار ِ

لَهْفي عليهمْ شُرّدوا في كربلا = وتعثّروا بالدّهرِ والأقدارِ

يَكْفيك َفيها آلُ بيتِ مُحمَّدٍ = القائمونَ الليل َبالأذكار ِ

أوَجَدْتَها في سُنَّة ٍمن قَبْلِهِمُ = أوَجَدْتَها في سُنّة ِالمُختارِ؟!

لاتَعْجَبَنّ مِنَ الطُّغاة ِ وَفِعْلِهِمْ = شرُّ الخلائق ِأبشع ُالكفّارِ

حُزني على تلكَ المَنازلِ بَعْدَما = هَجَمَتْ عَلَيها بالطِّفوفِ ضَوارِ

قَفرى الدِّيارُ ُفَمَنْ يَنوح ُ برُكْنِها = مِن ْبَعدِ ما رَحَلوا عَنِ الأمْصارِ

مُتَلَفِّتينَ إلى الكُماة ِبكَرْبلا = وَموَدِّعينَ بقية َالأخيار ِ

وَقُلوبُهُمْ عندَ الحُسينِ وَصَحْبِه ِ = وَعُيونُهُمْ حَولَ السِّنانِ السّاري

ما أنس َلا أنسى النساء َبعاشِرٍ = يَنْدُبْنَ آلَ الله ِفي الأخطار ِ

ينَظُرْنَ مِن ْتلكَ المَحامِلِ للثّرى = حُزنا ًعلى آلِ الهُدى الأحرار ِ

وَنعَتْ نِساء ُمُحَمَّدٍ أبطالَها = لمـّا رأين َمَصائِب َالأقدار ِ

كم ْمِن شَهيدٍ بالخِضاب ِمُرَمَّلٍ = تَلْقاه ُمَطروحاً على الأحْجار ِ

لَوْ كُنْتَ تنظُرُ للحُسينِ بقُرْبِهِم ْ = لَوَجَدْتَه ُفي هَيْبَة ٍوَوِقار ِ

أضْحَتْ جُنود ُاللهِ تهْبِط ُعِنْدَه ُ = مَفجوعَة ً وبِجَحْفَل ٍجَرار ِ

تَنْعى الحُسين َوصَحبَه وَعيالَه = بالدَّمْع ِوالآهات ِباسْتِعْبارِ

نزلتْ على جسدِ الحسينِ تضمُّهُ = وتفجّعتْ في سيّدِ الأحرارِ

كانَتْ تَحِنّ ُإلى نَجيع ِخِضابِهِ = وإلى تُراب ِالسّيد ِالمُغْوار ِ

يالَيتني أفدي الحُسَين َبكربلا = ياليتني طُعْماً إلى الجَزّار ِ

كَمْ مِن شَهيد ٍفي ثَراها ياتُرى = مِن كُل ّجيل ٍحُز ّبالأشفار ِ

هذا قَصيدي قدْ أجَدْت ُبيانَه ُ = بالدَّمْع ِوالآهات ِوالأكدار ِ

لأُشاطِرَ الأطهار َفي أحْزانِهِمْ = وأُلاقيَ اللّهَ الجَّليلَ الباري

سَطّرْت ُفي حُب ّالحُسَين ِمَشاعري = وَنَظَمْت ُشَجْوا ًخـُطّ بالأشعار ِ

فبَعَثْت ُحُزْنا ًبالدِّموعِ مَزَجْتهُ = للعِترَةِ الأطياب ِوالأنوار ِ

علي كريم الربيعي( سراج ) 14/1/2008 شهر محرم الحرام اليوم الرابع
البحر الكامل -دبي






آخر تعديل ألبير ذبيان يوم 11-05-2017 في 01:48 PM.
  رد مع اقتباس