مقفرٌ هذا الشتاء يا لورا...!
يعذِّبني صمتهُ القاتلُ حدَّ تلاشيَّ أروقة الزمكان..
يقتلني إطراقهُ العابثُ بتوقُّعاتي مديداً... حتَّى سلوتُ جُلَّ أجزائي مبعثرةً على صفحات رياحهِ العقيم...!
**
وتسألينَ عن أسبابِ سكوتي هذه الفترة والغياب؟!
تعلمينَ كم أنا مرتبطٌ بالشِّتاءِ منغمسٌ بأجوائهِ الهوجاءِ السَّخيةِ المضامين!
بلى... أصمتُ وأكفُّ وأتلعثمُ وتضمحلُّ جوارحي وتغيبُ مشاعري ويتلاشى عمقي.. وأموت.
فالشِّتاءُ يا لورُ ليس مجرَّدَ أمطارٍ وخيراتٍ وبردٍ فقط!
إنَّما هو في عرفي ديدنُ إبداعٍ وجمالٍ وفتنةُ حواسٍ؛
وميادينُ تتسابقُ مساربَها الثَّرةَ أحصنةُ خيالي صاهلةً تموسُقاً لمْحيَّاً مجنَّحَ الأبعاد!
**
أجفُّ يا لورُ، ويتآكلُ خفقاتي صدأٌ متمركزٌ في بؤرةِ لغتي واللَّكنات..
أبحثُ عن كنهي في أوجهِ السَّماءِ الكالحةِ،
فيتقطَّبُ غيمُها الماكرُ عابسَ المُحيَّا رامقاً رجاءاتي بوجومٍ عتيد!
أفلا يجفُّ المدادُ يا سليلةَ النُّجومِ بعد كلِّ هذا الصدِّ الفتَّاك؟!
**
ما عدتُ أراني إذن! تيقَّنَ السَّرابُ من امتلاكهِ تصاريفَ يراعي جاثماً على فمهُ بسُمنةِ الوهمِ الغليظة!
فأشباحي أصابتها مجاعةٌ قاتمةٌ أودتْ بقدِّها الأملودِ بعدَ أنٍّ وهنٍّ مريع...
اعذريني يا لورا..
قد يتسيَّدُ الضَّياعُ أفكاري بمنتهى العبثيةِ واللامبالاة!
تهتُ ترَيني؟!
المحارفُ في فمي ملجومةُ الحوافِ، مسلوبةُ الهدوءِ، محفوفةٌ بأشواكِ الهذيان!
عرَتْها صفاقةُ البشرِ وإفسادهمُ البادي في البرِّ والبحرِ حدَّ قلْبِ الأفلاكِ رأساً على عقب!
**
يا للهِ وللنَّاس...
انعتاقنا عالمهم الموبوءَ باتَ حاجةً ملحَّةً حقاً...
أستميحكِ الصمت!
لقاء.....