غذاء الروح والعقل
==========
الماء = ذرتان هايدروجين + ذرة أوكسجين : عبارة صارمة لا تصلح أن تكون فى القرآن الكريم . ولو كانت فيه لأفسدته ولما صلينا به كل يوم . وكذلك عبارة "الشمس تبلغ حراراتها كذا مليون درجة وتجرى فيها انفجارات نووية تمتد ألسنتها إلى مئات الأميال وتحمينا من أشعتها الضارة طبقة من الأوزون" . وعبارة: "القمر يتكون من سلاسل جبلية ووديان قاحلة ولا تسمع فيه صوتا بسبب انعدام الهواء فيه"..إلخ إلخ . نعلم أنها حقائق ولكنها جُمل لا تستسيغها النفس ولا تهنأ بها الروح إلا ...بالكاد فى حصة العلوم . فالعقل له هواياته والروح لها هواها الخاص بها . الروح تهوى وتستريح إلى عبارات مثل: "وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار" . "لا الشمس ينبغى لها أن تُدرك القمر ولا الليل سابق النهار" . وهى مع رقتها وجمالها عبارات علمية أيضا فالشمس والقمر تقوم عليهما حياة الكائنات الحية وهما يخضعان لنظامٍ حركةٍ فلكيةٍ دقيقٍ جدا . وعلوم القرآن حقائق خالدة ، مجملة غير مفصلة ، لحكمة معينة وليس اعتباطا . وعبارة: يتكون جسم الإنسان من كالسيوم وصوديوم ومغنسيوم وكربون وماء وحديد..حقيقة بيولوجية ولكنها عبارة تخاطب العقل فقط وليست مثل: "ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين" . أجملت الآية نفس ما ذكرناه (وأكثر) فى "سلالة من طين" . وحقيقة مثل: تحتاج أجسامنا إلى الخضر والفواكه لتمدنا بالفيتامينات والأملاح..إلخ يقولها خبير زراعى ولكننا نجد حقائق طبيعية مماثلة لحديث الخبير فى: "أنا صببنا الماء صبا . ثم شققنا الأرض شقا . فأنبتنا فيها حبا . وعنبا وقضبا . وزيتونا ونخلا . وحدائق غلبا" .
حياة الإنسان تقف على دعامتين . إحداهما تمد بالغذاء العقل والأخرى تمد الروح . والقرآن غذاءٌ سحرى يسرى إلى الروح والعقل معا . وللحديث بقية .