وجهانِ للموتِ وجهُ العوزِ و الفقرِ
وآخرٌ يغرسُ السّكينَ في النّحرِ
وأنتَ كُنتَ تجيءُ الموتَ محتسباً
مُدجّجاً غارقا بالحزن و الذعرِ
وتحملُ الهمَّ و الآهاتِ منتشياً
من كأسِ أوجاعكَ المملوءِ بالصّبرِ
أكُنتَ تدري بأنَّ الموتَ مرحمة
من ارتكاضكَ ذا في عيشِكَ المُرِّ
وكنتَ ترمقُ ربَّ الرزقِ تسألهُ
تـقـولُ ربّـاهُ إنّي مسّنـي ضُـرّي
لقيتَ رزقَكَ لا ذنـبٌ ولا سبـبٌ
وهبتَ روحكَ أشلاءً من الطّهرِ
خلّفتَ دمعاً عبيطاً ما لهُ ثمنٌ
يعدّهُ وطنٌ قد بِيعَ في خَسرِ
تعانقُ الموتَ ؟ كم عانيتَ من تعبٍ
ليستريحَ عناءُ الكدّ في العمرِ
سألـتُ صـبركَ يا اللهُ معـذرةً
عن قطرةِ الدمِّ إن سالت بلا عذرِ
سألتهُ باكياً عن قبحِ مجزرةٍ
للوردِ إن حدثت في منتهى الغدرِ
هناك حيثُ هوى نخلٌ بهامتهِ
واستشهدَ الصّابرُ الموشومُ بالفقرِ
.
.
.
علي التميمي
١٦ يناير ٢٠١٨
البحر البسيط