التطور فى كفتى ميزان
============
المقال تشوبه اللهجة الدارجة السودانية ولكنها مفهومة
فى كفة سنضع التطور العشوائى . بس قبل كل شيئ حدد نقطة الصفر فى التطور . حنلقى إنه لا توجد نقطة صفر . عشان تبدأ الخطوة الأولى لازم تكون واقف . نظرية التطور بتبتدئ كلامها بالعبارة: كانت هنالك ذرات حايمة فى الفضاء . وكانت الذرات دى بتصطدم وتلتحم ببعضها عشوائيا فلا ينتج شيئ نظرا لعدم تصادف الذرتان المطلوبتان لإنتاج عنصر عضوى . وتكرر الالتحام ملايين المرات . مش ورانا حاجة ، الزمن مفتوح أمام الفضاء . وبمرور الزمن الطويل وبعد التكرار والخطأ لبلايين المرات تصادف التحام الذرتان الصحيحتان لتوليد عنصر عضوى فنشأت منه خلية حية .
فى الكفة الأخرى سنضع التطور المقصود . يعنى ايه مقصود؟ يعنى التطور الذى وراءه محركٌ يحركه ويهدف بتحريكه إلى غاية مرسومة ، بغض النظر عن الزمن الطويل الذى سيستغرقه هذا التحريك . إذن فى الكفة دى توجد نقطة الصفر . ونحس بأننا واقفين على حيلنا استعدادا لبدء الخطوة الأولى وهى أن المحرك الأول ابتدع الفضاء وابتدع الذرات . والابتداع هو خلق الشيئ من العدم . معنى الكلام ده إنه مطلوب مننا فى الكفة الأولى أن نخطو أول خطوة ونحن لم نقف بعد . وأن نقوم بالعد من غير وجود الصفر . فى الكفة الثانية لا توجد مشكلة . الصفر موجود ونحن واقفين على حيلنا استعدادا لنخطو الخطوة الأولى . ليه؟ لأن الفضاء خُلق وانتثرت فيه الذرات المخلوقة وليس أمامها إلا المحاولة والخطأ لغاية ما الذرتين المطلوبتين تلتحم وتنتج لنا العنصر العضوى الذى منه ستنشأ الخلية الأولى . ولا علينا أن تمر مليارات السنين طالما المخطط سيُنفذ فى آخر الأمر وطالما المخرجات ستكون كونا رائعا !!