عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2010, 05:46 PM   رقم المشاركة : 7
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: غرباء / شعر د. جمال مرسي

مساء الخير، أستاذي جمال
أعتذر أولا إن تأخرت بالعودة لجميلتك التي أبهرتنا بها.
قرأت لأستاذي عشرات القصائد، لم أجد حزنا استقر بها مثلما وجدت في هذه
و عذرا إن استعذبنا حزنك هنا، لأنك جئت به تماما كهديل يمامة تئن وجعا فيستعذبنا صوتها، و مثل بحة ناي حزين جاءت الكلمات هنا،
و ترنحت ملامح الحزن بين العتاب، و التساؤلات الحيرى، و التمنيات العذاب، و التشكي، و الترجي، و المناجاة، و التذكر...
فشكلت منها لوحة فنية راقية متقنة خطوطها بدقة أنامل رسام بارع.
تمنيت لو أني أمتلك القدرة على تناولها بعين النقاد و لكن دعني فقط أبين ما انتبهت له في القصيدة و الذي أضاف لها الكثير من الجمال:
- فلقد جاءت كم الإخبارية بخمسة مواضع أضفت على القصيدة حزنا عذبا :

خَادِعٌ أَنتَ ، كَم مَدَدتَ بِسَاطاً
سَاحِرٌ أَنتَ، كَم أَسَرتَ عُيُوناً
كَاذِبٌ أنتَ، كَم وعدتَ بِسُقيَا
كَم تَمَنَّيتَ مِثلَمَا أَتَمنَى
كَم حَلَمنَا-والحُلمُ طِفلٌ بَرِيءٌ- بِالأرَاجِيحِ فِي رُبَا الجَوزَاءِ


-و تساؤلات ثمان أبدع أستاذي في صياغتها ؛ فأخذتنا مع حيرة الشاعر و حزنه و عشناه تماما من خلالها :

يا سَرَاباً : هَل كُنتَ بَعضَ حَبِيبِي ؟
و حَبِيبِي هَل كَـانَ كُلَّ شَقَائِي ؟
أَنتُمَا الوَهمُ ؟
أَم أَنَا ؟
كَيفَ عُلِّمتَ كُلَّ هَذَا الجَفَاءِ ؟
كَيفَ أَصبَحتَ فِي الجَوَانِحِ جُرحاً ؟
ليتَ شعري، أتستحيلُ ورودي = شوكةً في حلقي و في أحشائي ؟
هَل بَنَى القَلبُ بِالغَرَامِ قُصُوراً = هَشَّةَ الأُسِّ، مَائِلاتِ البِنَاءِ ؟


لقد حلقت بالقصيدة منذ أول حرف في فضاء الإبداع حماك الله،
فأخذتنا معك في حزنك الجميل هذا و لوعة الشاعر على سراب حسبه نبع ماء في أول بيت شعر
مرورا بالربيع الذي تلاشى في ناظريك بعد أن تناوشت غصنه يمين الخريف و شمال الشتاء،
و هو ما وجدته هنا بيت القصيد – كما نقول - انتهاء بصحائف ذكراكما و فراقكما و درب مضيتما به كالغرباء .
لقد أجزلت من الصور الجميلة و الاستعارات و التشبيهات بهذه القصيدة فجاءت واحدة من أروع ما أنشد أستاذي الشاعر الألق جمال
احترت أي الأبيات أقتبس فلقد جاءت كلها جميلة و مسبوكة و متينة البناء كالبنيان المرصوص منذ أول بيت حتى آخره
و لكني وجدت في هذه الأبيات ما جعلني أكرر اسم الله ثلاثا حينما قرأتها ؛ لروعتها

يَـا سَرَابـاً حَسِبْتُـهُ نَبـعَ مَــاءِ
نَحوَهُ سَارَت فِـي الهَجِيـرِ ظِبَائِـي

كُلَّمَـا سِـرنَ خُطوَتَـيـنِ إِلَـيـهِ
عُدنَ عَشراً ـمِن بُعـدِهِ ـلِلـوَرَاءِ

أَنتُمَا الوَهمُ ، أَم أَنَا ؟ لَسـتُ أَدرِي
قَـد تَـوَارَت حَقِيـقَـةُ الأَشـيَـاءِ

و تَلاشَـى فِـي نَاظَـرِيَّ رَبِـيـعٌ
كَانَ أُنسِي ـفِي وَحشَتِي ـو ضِيَائِي

حَطَّمَـت غُصنَـهُ يَمِيـنُ خَـرِيـفٍ
و هَـوَت فَوقَـهُ شِمـالُ شِـتَـاءِ

فَذَوَى الغُصنُ ، و الطُّيُـورُ تَهَـاوَت
و جَفَاهَا شَـدوٌ ، و رَجـعُ غِنَـاءِ

صِرتُ أَحيَـا فِـي غُربَتَـيَّ وَحِيـداً
لَيسَ لِي غَيْرُ الشِّعرِ مِـن أَصدِقَـاءِ

يَا حَبِيبِي : و أَنتَ مِن نَبـتِ قَلبـي
كَيفَ عُلِّمـتَ كُـلَّ هَـذَا الجَفَـاءِ ؟

كَيفَ أَصبَحتَ فِي الجَوَانِـحِ جُرحـاً
بَعدَمَا كُنـتَ بَلسَمِـي و دَوَائِـي ؟

ليـتَ شعـري ، أتستحيـلُ ورودي
شوكةً في حلقي و في أحشائـي ؟

لَم أَزَل مِن أَمرِ الهَوَى فِـي ذُهُـولٍ
و السُّؤَالاتُ دَاخِلِي فِـي اْصطِـلاءِ

فَافتَرَقنَا ، و فِي الصَّحَائِـفِ ذِكـرَى
و مَضَينَـا فِـي الـدَّربِ كَالغُرَبَـاءِ

أمتعتنا بالقصيدة جدا أستاذي
لا عرف الحزن لقلبك طريقا، و حماك الله من كل هم، و زادك إلهاما لتمتعنا بقصائد من شهد و نور
و طبت و طاب حرفك
لك تحياتي آلاف، و مثلها لحروفك الوضاءة الجميلة.







  رد مع اقتباس