
(إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
الزخرف:3
لقد نزل القرآن الكريم باللغة العربية التي بها الكثير من الأسرارالتي جعل من هذا
الكتاب العظيم معجزة ربانية خالدة لا تتغير ولا تتبدل بحفظ من الله ورعاية
معجزة وقف أمامها جهابذة اللغة العربية إجلالا واحتراما
معجزة جاءت أذهلت
الشعراء والبلغاء في اللغة والبيان حين أنزل الله هذا القرآن
عندما نزل القرآن على الناس نزل بلغة العرب فكانت الآيات تنطق بلغتهم
الم ، كهيعص
وكان من المعروف بأن العرب من أشد الناس تفاخرا وكبرياء بلغتهم فتحداهم الله بأن يقولوا
كلاما مثل هذا القرآن فقال متحديا العرب:
قال الله تعالى :
(قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
القصص: 49
فعجزوا عن ذلك فجاء التحدي بصورة أخرى أسهل من الأولى:
فقال الله تعالى :
(قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ)
هود: 13
فعندما
انقلبوا خائبين جاء التحدي الفاضح الدال على عجزهم :
فقال الله تعالى :
(فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ)
البقرة: 23
فأثبت القرآن عجزهم التام في هذا
فقال الله تعالى :
(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا
الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ
ظَهِيراً)
الإسراء: 88
فبدأوا بالتشكيك في القرآن وقالوا أنه مجمع للأخبار والأساطير الأولى
فأتوا بالنضر بن الحارث وأقعدوه عند النبي صلى الله عليه وسلم ،
كلما أراد أن يتكلم بالقرآن فليقاطعه ويبدأ بسرد القصص والأساطير التي واجهها في أسفاره
وترحاله ،وبالفعل نجحت الخطة في بداية الأمر وسر بذلك النضر أيما سرور وكان
يقول متباهيا :
"بم محمد أفضل مني ؟ هو يحدث بأساطير وأنا أحدث بأساطير .."
فنزل قول الله تعالى الفصل :
(وَقَالُوا
أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)
سورة الفرقان 5
وبعد أيام بدأ الناس بالملل وبدأ يتناقص مجلس النضر الواحد تلو الآخر
وتجمعوا عند النبي ليرفعوا راية النصر للقرآن فليس القرآن قصصا فحسب وإنما جامع لكل شيء
فما الحيلة الآن؟؟
وماذا نقول للذين أُذهبت قلوبهم بالقرآن؟؟
أيعترفون أنه من الله
فتذهب مكانتهم ويبين كذبهم !!
لا والله فأشاعوا أن النبي يأخذ القرآن من رجل
اسمه الرحمن في اليمامة وهو رجل أعجمي !!
فنزل قوله تعالى :
(لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)
سورة النحل، 103
فانقلبوا على أدبارهم خاسرين ..
هذا هو موقف العرب من بلاغة القرآن وفصاحته واكتماله وتناسقه عرفوا
أنه من الله وأنه لا أحد يستطيع أن يأتي بمثله ولكن عزة الإثم منعتهم من
الإيمان فأي مصير لهم بعد أن عرفوا الحق وحادوا عنه
حتى أنه قَسم العرب كلامهم
إلى نوعين شعر ونثر
ولكل منهما أنواع فعندما جاء القرآن وحي الله الخالد اضطر
العلماء إلى تقسيم الكلام إلى ثلاثة أنواع شعر ونثر وقرآن
لأنه ما استقام تحت
الشعر وما استقام تحت النثر...