5) فالجغرافية اليونانية القديمة طُويت فى زمان الإهمال والنسيان حتى نشرها العرب ، وأضافوا إليها ما أضافوه من تحقيقات الرحّالين والفلكيين الذين صححوا خطوط الطول والعرض ، وحساب الشروق والغروب ، وأعادوا النظر فى جغرافية بطليموس من الناحية الوصفية ، ولم يعرف الأوربيون هذه الجغرافية إلا من طريق العرب فى المغرب وصقلية ، وعلى واحد من كبار الجغرافيين العرب - وهو الشريف الإدريسى - اعتمد روجو الثانى ملك صقلية فى سبك كرة الأرض ، ورسم معالمها المعروفة .
وشاعت كلمة الخرطة chart منقولة من اللغة العربية ، لأنهم كانوا يرسمون معالم الأرض على خرطةٍ من الجلد قبل شيوع الرسم على الورق ، ومما لا شك فيه أن الخرطة التي اعتمد عليها كولمبس وعرف منها القول بالكروية إنما كانت مقتبسة من معلومات العرب فى الجغرافية والفلك وأقوال الأقدمين والمحدثين .
