على بيتِ الهــــوَى كانَ الــــمُرُورُ= ومِنْـــــــهُ بدا بلَــوْنِ الحُـــــبِّ نُورُ
وفيهِ سقَتْ شَذَا حُلْـــمي غُيُـــــومٌ = وجادَتْ بالذي يحْــــــــــيِي زُهـــورُ
فهذا الياسمينُ أتَى بمَـــــــــــاضٍ = وضَاءَ بِنَرْجِسِ الذِّكْـــــرَى سُــرورُ
ونَسْرِينُ الأمَانِي سَـرَّ قَلْبِــــــــــي = و كَمْ حَسَـدَتْ بِهِ شَـــــــــمْسًا بُدُورُ
مرَرْتُ وكان دَرْبُ الحُــــــبِّ أحْلَى = وكَــــــــمْ غَنَّــــــتْ به يَـوْمًا طُـيُورُ
وأبصرْتُ التي كانتْ حـــــــــــياتِي = ومــنْها هَــــــــزَّ وِجداني شُــــعُورُ
بِبَابِ الدَّارِ قدْ وَقفَتْ وضــــــــاءتْ = فزانَـــتْ واحةً كُـــــبْرَى تُـــــــمُورُ
وراحَ القلبُ يهْمُسُ دون نَبْــــضٍ : = أخَذْتِ الروحَ. هل يأتي نُــشُــورُ؟
وصار الكَوْنُ أنتِ ولا بَقــــــــــــايا = وغيركِ لستُ أُبْـــــصِرُ مـــا يَدُورُ
مررْتُ وكنتُ أطــــــــمَـعُ أن أراها = وتُسْكِرُنِي علـــــى بُـعْدٍ عُـطُــــورُ
وخوْفِي أن يَنُوءَ بِها غِيــــــــــــابٌ = ويُبْـــــــــكِي عاشِقًا يأْتِي شُغُـــورُ
وكان الفجْرُ والإشراقُ أبْهَــــــــــى = وكانَ لِمَنْ تُعَـــــــذِّبُنِي حُــــضُــورُ
إلَيَّ بِبَسْمةٍ نَظَرتْ مَـــــــــــــــــلاكًا = ومــــــنها أسْكَرَتْ عَقْلي خُـــمُورُ
وحَيَّتْنِي بِصَــــــــوْتٍ كان أَحْــــــلَى = وكَمْ تَرْوِي هوَى العَطْشَى ثُـــغُورُ
وتعْلَمُ كلَّ شـــيءٍ عنْ شــــــعُورِي = وكــــيفَ أتَي علـى قُرْبٍ مُــــرُورُ
وَ تِلْكَ حبِيبَـــــتي مِـــــــنْ كَمْ عَذَابٍ = عليَّ بِكُلٍّ تِذْكارٍ يثُــــــــــــــــــــورُ
- البحر الوافر -