المرءُ يسمو حين يسمو طبعُهُ
....................كالنهرِ يصفو حين يصفو نبعُهُ
فالغصنُ تثقلُهُ الثمارُ شهيّةً
.....................إنْ كان مِن أصلٍ كريمٍ جذعُهُ
والساقُ إنْ تَنْخُرْهُ دودةُ أصلِهِ
........................أجدى بنا قبْلَ الترَدِّي قطعُهُ
سِحْرُ البيانِ يُريكَ كونا ساحراً
......................ويريحُ قلباً فيه عَشّشَ روعُهُ
كالشعْرِ إنْ مَسَّ القلوبَ أذابَها
....................وسما إلى حيثُ المجرةُ وَضْعُهُ
بعضُ اللصوصِ تسَوَّرَتْ شرفاتِنا
......................يا ويحَ جيلٍ كان يُرجَى نفعُهُ
جيلٌ زرعْنا النّبْلَ في جنباته
.....................فاسْوَدَّ مِنْ سودِ النوايا زرعُهُ
بعضُ الشبابِ كما الملائك عِفّةً
..................والبعضُ مِنْ نسْلِ الأبالسِ فَرْعُهُ
هذا الذي يسعى ليسرقَ دمعةً
....................هو شوكةٌ والشوكُ أولى نزعُهُ
واللهِ لو أني أُحَكَّمُ فيهمُ
....................لأتاهمُ السيفُ الصقيلُ ونطعُهُ
يا شاربي دمع القلوب سفاهةً
...................مَنْ خان حرفاً فالخيانةُ شرْعُهُ
لا تندبوا شرفَ الذئابِ مَظنّةً
.................شرفُ الذئابِ من السهولةِ بيعُهُ
ما أتفهَ اللصَ الذي في جيبه
......................نصٌ لقلبٍ ذاب سُهداً شمعُه
فإذا الليالي مَكّنتْكِ من الذي
...................يمشي الهوينى والتسلُّقُ طبعُه
فاحفرْ له بين القمامةِ حفرةً
....................فاللصُ من دِمَنِ القمامةِ طلْعُه
أمِنَ الشهامةِ أنْ تخونَ قصيدةً
.......................القلبُ منها فاض ناراً دمعُه
يا سارقَ الأرواح قلبُكَ ميِّتٌ
..................والقلبُ يصحو حين يهدأ روعُه
أوغادُ دَسّوا في القلوبِ أكُفُّهم
....................والوغدُ أولى إنْ تسللَ قمْعُه
لص النصوصِ على الترابِ جبينُه
...................ويجوزُ بالنعلِ القديمةِ صفعُه
**
**