من الموسوعة العلمية



الطب في العصر العباسى
===============
إذا قلنا إنه كان في بغداد فوق الألف طبيب في عهد المقتدر بالله ، الخليفة العباسى ، لم نعْدُ الصواب . فقد كان هناك سبعمائة طبيب ممن اجتازوا الامتحان ليكونوا أطباء . وذلك فى حوالى سنة 850 ميلادية فأين كانت أوروبا يا تُرى فى ذلك الزمن؟!
ولقد كان بلغ من تنظيم الطب عند القوم فى تلك العصور ، وتنظيم رجاله والمحترفين ، أن كان للأطباء رؤساء ، وكان عليهم رقباء ، لاتصال أعمالهم بصالح الناس كافة .
ومن الأطباء من كان خاصا بالجند ، فهو يصحبهم فى أسفارهم ، كما هي حال الجند اليوم تماما . ومن الأطباء من اختص بالخلفاء ، ومنهم من اختص بالأمراء ، ولهؤلاء رواتب ، وكانوا يُعرفون بالمرتزقين . ومنهم من كانوا يطببون للعامة ، وهؤلاء غير المرتزقين .
وكان الأطباء صنوفا وأنواعا ، أي كان فيهم متخصصون . فمنهم الطبيب على إجماله ، ومنهم الجراح ، والفاصد ، ومنهم الكحّال ، وهو طبيب العيون ، ومنهم الأسنانىّ ، وهو طبيب الأسنان ، ومنهم من يقتصر عمله على معالجة النساء . ومنهم من يطبب للمجانين .
فيمرض المريض فيأتى إلى الطبيب ومعه قارورة يحمل فيها بوله . وينظر الطبيب فيه . ثم يتذوقه ليعلم ما يكون به من حامض أو قابض أو سكر . ويجس النبض ليكشف به عما خفى من دائه .
وفى هذه الدنيا نشأ أطباء مشاهير ، منهم أبو بكر الرازى على سبيل المثال ، فتعلموا وعلّموا . وبرع الأطباء والجراحون والصيادلة .
وسنواصل السرد لازدهار الطب والعلوم عند المسلمين فى العصر العباسى فى حلقة أخرى إن شاء الله .