السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيدة من عتيق قصائدي
أرجو أن تحوز رضاكم واستحسانكم
بعنوان:
(شعرةٌ في عجين الاتهامات)
حتى صدى صوتي عليَّ قد افترى
حتى الثرى حاكى خُطايَ وزوَّرا
حتى الورى كلَّ الورى
حتى وظلِّيَ كلما التفتوا إليه عليَّ زوراً أشَّرا
وأنا أرى
وأنا لعمريَ لستُ أعلمُ ما جرى
قدُّوا قميصي ثم قالوا منكرا
ألقوا على وجهِ البصيرِ وشايةً
فارتدَّ أعمى واستزادَ وأكثرا
وتخرَّصوا ظناً وتخميناً وهل
سُكبَ السرابُ على اليبابِ وأثمرا!
ودَّت كؤوسُ الخمرِ إذ قُرعتْ نوا
صيها بذنبِ الخمرِ: أن تتكسرا
فبذنبِ مَنْ ألقوا عليَّ سهامَهم
وبذنبِ مَنْ غرسوا بقلبي خَنجرا!
ومتى بهذا الغيبِ تبصرُ أعينٌ؟
ومتى تلوحُ يدُ الأمانِ فأعبرا؟
عمرٌ تسوِّرهُ المنونُ ليُرتضى
ليلٌ تشبِّره الظنونُ ليُسهرا
جرحٌ يُقطَّرُ في الدروبِ ليُقتفى
كسرٌ تجبِّره السنينُ ليُكسرا
ولقد وقفتُ على الغياهبِ حائراً
ألكي ينامَ الليلُ أسهرُ يا ترى؟!
ولقد يقولُ العابرونَ جميعُهم:
لولا اعترفتَ بما اقترفتَ لتُعذرا
فهززتُ جذعَ الليلِ أُسقطُ أنجُماً
ونصبتُ من جذعِ البراءةِ منبرا
وصرختُ في أذنِ المدى وملأتُ حنجرةَ
الصدى: أنا لستُ أعلمُ ما جرى
لا تخلِطوا بيني وبين ملامحي
فملامحي بلغَتْ من الكذبِ الذُّرى
أنا خلفَ بُعدَ المشرقينِ مسافةً
مهما بدا للناظرينَ وأُظهرا
إن تعلموا فأنا سجينُ ملامحي
أو تؤمنوا فأنا وراءَ الماورا
بين الثريا والثرى حرفٌ فهل
يُدني الذي بين الثريا والثرى؟!
والرعدُ لما صاحَ كان مبشراً
والوردُ لما فاحَ كان مُغرغرا
وأنا أرى وأقولُ: من منكم درى
وأنا أرى واقول: من منكم درى
تحيتي
موسى احمد العلوني