الموضوع: الماء
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 02:16 PM   رقم المشاركة : 4
نبعي
 
الصورة الرمزية الأخضر بركة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :الأخضر بركة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الحاملاتَ الِحمْلَ
0 حمّام
0 راء

افتراضي رد: الماء

شكرا لك الأستاذة رائدة زقوت على احتفائك الجميل بالنّص، وعلى الذائقة الفائقة.
وشكري الكبير أيضا للأستاذة الفاضلة عواطف عبد اللّطيف على إعجابها بهذا النّص المترجم عن الفرنسيّة.
أحببت أن أن أساهم بهذه الاضافة من الأدب الفرنسي المعاصر لأعطي صورة عن التنوّع الممكن الذي يجري في الكتابة الشعريّة العالميّة والتي صار يتجاوز أحيانا التصنيف المدرسي للأجناس.
وأحبّ أن أضيف هنا صورة موجزة عن تجربة فرنسيس بونج:

"
لم يكن يعد نفسه شاعراً، وكان يدعو كتاباته «نصوصا» أو «نثر ـ شعر» لكي يميزها من الجنس الشعري، وكلمة «نثر ـ شعر (نثشعر)» Proème نحتها بونج من كلمتي نثرprose وشعر poème، وأراد من هذا التعبير إثبات تداخل الأجناس الأدبية مع بعضها. وكان هدفه علمياً فاجتهد لبلوغ الكتابة الواضحة، مجرداً اللغة من كل ماهو إضافي، على غرار الشاعر ماليرب الذي اتخذه مثالاً، كان يريد لنصه أن يحل محل قاموس «ليتريه» Littré الذي كان يسحره عندما كان طفلاً، إذ اكتشف عالماً لغوياً أكثر واقعية من عالم الأشياء.
إن عنوان كتابه «الانحياز للأشياء» يلخص مشروعه، ألا وهو الانفتاح على الأشياء، البسيطة بانتباه خاص وحنو شديد. ورأى بونج أن الأشياء مهما بدت بسيطة فهي تحمل معنى قيماً في ذاتها، ودعا إلى تأمل الأشياء المحيطة بالناس تأملاً جديداً يشف عن حقيقة غابت لطول إلفتها. لقد أظهرت كتابات بونج رغبته في تعميق هذا الموضوع الجديد في تاريخ الشعر الفرنسي، الذي هو «القصيدة ـ الشيء». وهكذا حين كتب عن المطر والحصاة والشمس وحبة المشمش، وظّف نصه وطوّعه بشكل يخيل للقارئ بأن الأداة هي التي تعبر عن نفسها بنفسها وهي التي تحدد مكانتها الشعرية، وكل ذلك بأسلوب متين وبسيط يتناوب فيه الجد والهزل. فالشاعر كما يراه بونج يعبر عن رسالة حياتية عن طريق مراقبته للأشياء والتعبير عنها، بيد أن مراقبة الأشياء لاتعني إهمال الإنسان، بل إن هذه الأشياء تشكل جزءاً من واقع الإنسان، وهي تقدم ببلاغتها ودعابتها فرحاً كبيراً للقارئ. وهكذا يتمكن من تحقيق ما يقدر الأدب وحده على تحقيقه؛ ألا وهو «إعادة صنع العالم، مع كل ما تحمله كلمة إعادة صنع من معان كثيرة أي صياغة العالم وتجديده وإعادة خلقه».
وكتب بونج: «اثنا عشر نصاً صغيراً» (1926)Douze petits écrits و«الديوان الكبير» (1961)Le Grand Recueil، و«من أجل الشاعر ماليرب» (1965)Pour un Malherbe، و«الصابون»(1967)Le savon، و«مصنع المرج» (1971)La Fabrique du pré، و«ممارسات في الكتابة»(1984)Pratiques d‘écritures.
انصب اهتمام بونج على الألفاظ في اللغة، إذ رأى أن المفردات تؤلف عالماً واقعياً خصباً، لايختلف عن عالمنا الذي نعيش فيه، وزعم أن كثيراً من الألفاظ يفقد صفاءه وألقه من كثرة استعماله، ولهذا اهتم بعلم التأصيل اللغوي، فتتبع أصول الألفاظ وتطورها ودلالاتها، وانتخب منها ما يسعف قريحته ومعانيه. وكثيراً ماكان يحتفي ببعض الألفاظ التي تتطابق أشكال حروفها مع معانيها ومدلولاتها. وكان يبشر بولادة ألفاظ أُشربت معانٍ جديدة.
كان بونج منفتحاً على الفنون الأخرى، فشارك في المعارض، وزيّّن بعض نصوصه برسوم لرسامين كبار. وشارك في برامج إذاعية وتلفزيونية، وكان يقرأ أعماله أمام الجمهور ويلقي المحاضرات حول شعره داخل فرنسة وخارجها. ومما يؤكد على مكانته الأدبية ما كتبه عنه معاصروه مثل سارتر إذ قال «لقد كتب بونج بعض القصائد الرائعة بأسلوب جديد تماماً وبطبيعة مادية خاصة به. وتجدر الإشارة إلى أن محاولته تلك هي من أطرف المحاولات وأهمها في هذا العصر». وقال ألبير كامو[ر] في حديثه عن ديوان «الانحياز للأشياء»: «جعلني الكتاب ولأول مرة أشعر أن الشيء الجامد هو مصدر لايضاهى للانفعال والحساسية والذكاء». أما موريس بلانشو Maurice Blanchot فقد كتب قائلاً: «استطاع فرانسيس بونج عن طريق اللغة والأسلوب أن يكتشف حقيقة الأشياء، وحقيقته كاتباً فذاً، إنه متوثب الحيوية وسريع وواثق من حركاته وصوره». وقد لاقت أعمال بونج تقديراً رسمياً عبرت عنه الأكاديمية الفرنسية حين منحته جائزتها الكبرى للشعر عام 1984."
مودّتي وتقديري













التوقيع

من رأى الشيءَ حُجِبْ
من رأى في الشيءِ سُلطاني اقتربْ
جاءني من قد تعرّى من ثيابِ الشيءِ فيهِ
خُطْوَتي نحوي امّحاءُ الشيءِ فاكتبْ ما ترى في ماء تيهِ
  رد مع اقتباس