مـا لـم أقلـــهُ طغــى علــى أدبـــي
================متضــوِّعــــاً بالحبـــرِ والكتُـــــبِ
*
هــــذا اليــراعُ وذا حسيسُ منًـــى
================وصحـائــــفٌ تلتــــــذُّ مــن أربي
*
بــــــاءتْ بــــــأنمــــاطِ البديعِ إذا
================أرسلتُهــــــا لمعت كمـــــا الذَّهبِ
*
نهجــــــاً لـــــــــذوَّاقٍ أرادَ بهــــا
================سحـــرَ البيــــانِ خـــلا من النُّدَبِ
*
سَمتـــاً علـــى دربِ الأُلـــى أبــداً
================بجســـــــارةِ المقــــدامِ ذي الأُهبِ
*
نظَـــــمَ القوافـــــي يُستـــــدلُّ بهـا
================في الليلــــةِ الظَّلمــــاءِ كـالشُّهــبِ
*
للُغاتــــهِ النَّجـــــــــلاءِ فتنتُهــــــا
================سلبـــتْ وقـــورَ اللُّـــبِ بــالهُـدُبِ
*
غمزتـــــهُ حتَّــى مــــاسَ ذائقـــةً
================سكِرتْ بـــــراحِ الآهِ والطَّـــــربِ
*
حتَّـــى غفــــا مستمــــرئاً حُلمـــاً
================يحظـــى بوصـــلِ عناقها الرَّطِبِ
*
بـــــرداً على قلــــــــبٍ تُغنِّجــــهُ
================قسماتُهـــــــا بقَوامِهـــــا الشَّــذِبِ
*
أملـــــــودةٌ هيفـــــــاءُ فــارعـــةٌ
================أكــــــرم بهـــــــا عربيَّـةَ النَّسبِ
*
نطقـــت بضـــادٍ يُستجــــارُ بهــا
================حينَ الــوهـــى في غمــرةِ اللَّغبِ
*
دلَّــــتْ على خيَّالِهــــــا عَلمـــــاً
================في زحمـــــةِ الشُّعــراءِ والنُّجَبِ
*
واتتـــــهُ رسمـــاً بــــاحَ محتدِماً
================أعماقـــــهُ بشفـــافِهــــا الصَّخِبِ
*
فـــأتتْ على قـــدْرِ الكرامِ هوًى
================من فِكـــرِ قَـــرمٍ نــاصِعِ الحسَبِ
*
صـــانَ الفصيحــــةَ عن تلقلُقِهــا
================فــي لكنـــةِ الجُهَّــــالِ والحُــوَبِ
*
كــم من ركيكٍ ممعـــــنٍ سففـــــاً
================خـــاضَ الغمـــارَ بحرفِهِ الخَرِبِ
*
صعــدَ المنابـــرَ لاهيـــــاً أشَــراً
================متمخِّضـــاً عــن كــلِّ مضطرِبِ
*
أودى البــــلاغةَ قعـــرَ مقبــــرةٍ
================وحثـــــا عليهـــــا فــاســدَ التُّرَبِ
*
لاعُجــــبَ ممَّـــن ســـارَ مسلكَهُ
================دأبُ الــدُّعـــاةِ حثالـــةِ الــرُّتَـبِ
*
ما كـــلُّ من نظـــمَ القريضَ سمــا
================صــوغُ البيــــانِ براعـــةُ النُّخَـبِ
*
سهِروا عليـــــهِ مسهَّديـــنَ ولــــم
================يتأسَّفـــــوا إلا مــــــــن التَّعـــــبِ
*
أو دبَّجـــــــوهُ بعمقِهــــــم فبـــــدا
================كالبـــــدرِ يمخـــرُ زحمةَ السُّحـبِ
*
نثـــرَ الضِّياءَ على الورى سَحَـراً
================فاستيقظـــوا مــن حُلكـــةِ الـرِّيـبِ
*
وتــــــوضَّــــؤوا ببيانـــــــهِ أدبــاً
================رفعَ الأُلى مــــن سالــــفِ الحِقَـبِ
*
يــا ليتَ شعري أيــــنَ محضرُهُـم
================بيــــنَ الطُّلـــولِ ودارسِ الكُتــــبِ
*
بَهتَــــت معالمهم ونــــــزَّ علـــــى
================إبــداعهــــــم نظَّامـــــةُ العَطــــبِ
*
للهِ دَرُّ الشِّعـــــــــــــــــرِ إنَّ لـــــهُ
================حكَمـــــاً يَميْــــزُ نواتــــــجَ العُلبِ
*
آلـــــى بفضـــحِ المـــدَّعيـــنَ ولــم
================يأبــــــه بــــزعمِ فضيلـــــةِ اللَّقــبِ
*
وغــــدا يُكاشِـــــــفُ كـــلَّ مستتِــرٍ
================بغثـــائـــهِ المــــدسوسِ عــن كثـبِ
*
كالشَّمسِ بُكَّــــت مــــن أشعَّتِهــــــا
================عيـــنُ الــــدُّجى مكشوفةَ الحُجــبِ
*الكامل الأحذ التام: متفاعلن متفاعلن متَفا