الموضوع: رُحْمآك..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-18-2018, 07:37 PM   رقم المشاركة : 1
منية الحسين
شاعرة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :منية الحسين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لاظل يتبعني !
0 قوسٌ قزحيّ..
0 نكهةُ الفرْدَوسِ...

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رُحْمآك..

أوشكتُ أنْ أنامَ كما ينامُ النّهرُ
عارياً من خلاخيلِ الشّفاه
من نفسهِ المغسُولة بالأحزان
ومن كلِّ الكفوف المُتدلّية
من سُرة العوز

أوشكتُ أنْ أنامَ
فلا ريحَ..، ولا صُراخَ..، ولا نُباحَ..
لا طفلَ طرياً
يرتدي جسدَ الأسفلتِ في ثبات
لا عربةَ حَلوى مُغمّسة بمرارةِ الأيام لابراقَ يُكافئ عينيّ بالقمرِ المُلتاع، ويحملني معهُ للمَسرّة
ولا غيمةَ في جيبِ الوِسادة
تغيّب الحُلم فيّ
حتّى الصّباح
البَعيد، البَعيد..

أوشكتُ أنْ أنامَ
وليَنْزلِق الرصاصُ للقاع
فلا يخدش الرّوح المُمدّدة الأطراف
ولا تمسح جارتي الطيبة ابتسامةَ شهيدِها
بحُشاشة صدرِها
ليبقى المِسكُ شاهداً..
عالقاً بأكفانِ ثدييها..،
تِلك الجارة التّي كانتْ تَجلدُ الليلَ
بقنديلِ قلبها
لتشُبَّ العَصافير في كنف الضياء ..!
،
للشمسِ وجهٌ لايريدُ أن ينْكشف
للوطنِ أيضاً وجوهٌ مطويّة
للأمانِ.. و الرخاءِ.. وللحرية
للضمائرِ التي بِيعتْ في سوقِ النّخاسة
للبَغيّةِ التي تبني هرمَ الخطِيئة
لتفوزَ بالرّغيف
لعروشِ الهاوية، وللبنادقِ العَمْياء
للعدلِ الذي مَالَا شِقّيه
بالمِيزان

هيْتَ لكَ ياقلبُ
أنا مازلتُ أشْتهي تقبيل بعضَكَ الحَيّ
رَجّهُ رجَّا
أشتهي قبْضهُ إليّ بعنفِ الحَنان
لأنّي أخاف الطيور القَواطِع
أخاف هجرةَ الحكمة والمئذنة والنّشيد
لأنّي أخاف انطفاءَ النوافذ
انكفاء الأجْراس فوقَ الشّموعِ الأخيرة
ففيها يغيب وجهُ البتولِ النّضير،
ويعوي الضباب
،
أنا ياقلبيَ الفَاني،
أخافُ على الوَليد المُخبّأ في سُترةِ المَلائكة
ولأنّي أخاف؛ سأنام،
سأنام كما ينامُ النهرُ عارياً
منْ دمعِ الغيمات.

/
منية الحسين







آخر تعديل منية الحسين يوم 07-20-2018 في 09:12 AM.
  رد مع اقتباس