الموضوع: فى ركنٍ هادئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2018, 10:37 PM   رقم المشاركة : 1
كاتب
 
الصورة الرمزية سرالختم ميرغني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سرالختم ميرغني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي فى ركنٍ هادئ

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فى ركنٍ هادئ (1)
============
أتأمل الكون والسموات من فوقى فأتعجب كيف أوجدها من أوجدها . فإذا قلت لى: لم يوجدها موجد ، إنما هى قائمة بنفسها هكذا منذ الأزل ، نشأ سؤالٌ أصعب: وكيف دبرت هذه الجمادات شموسا وأقمارا ونجوما وجعلتها تدور فى أفلاك محددة وسوت الأرض وجعلت فيها جبالا وجعلت فيها محيطاتٍ يتبخر ماؤها فتسقط الأمطار وتجرى الأنهار وتنبت الغابات الغزيرة ، ويتوفر الأوكسجين والغازات الأخرى الضرورية فينتفع بها الإنسان والحيوان ، وكيف نبتت فى الأرض نباتات متكاملة ومتنوعة يحتاجها جسم الإنسان والحيوان ، وكيف خبأت فى باطن الأرض معادن يحتاجها الإنسان فى حياته وبناء مدنه...إلخ إلخ؟ أهون السؤالين ، بلا نقاش ، هو السؤال الأول: كيف أوجدها من أوجدها؟ إذن من أوجدها قوة مطلقة القدرة ، لا نهائية العلم والحكمة . ولنسمى هذه القوة "الخالق" . أنزل لنا الخالق العظيم قرآنا عظيما لا يستطيع البشر الإتيان بمثله . وقال لنا إن هذا الكون له نهاية يقوم بعدها عالمٌ آخر وفيه يُبعث الموتى ويُحاسبون على ما كانوا يعملون فى الدنيا . واختصر عملية الحساب فى آية واحدة "فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرا يره" .

</B></I>
**********************************************
في ركنٍ هادئ (2)
============
ما جعلنا نؤمن بأن الكون أوجده موجد يتألف من بضع عوامل أولها العقل . فالاختيار بين الاحتمالين فى بداية المقال السابق ، وهما: إما أن يكون هذا الكون الهائل أوجده موجد أو أن يكون قائما بنفسه منذ الأزل...لمن عُرض الاحتمالان للمفاضلة بينهما؟ بالطبع عُرضا على عقولنا فاختار بعض العقول إيجاد موجدٍ للكون . والعامل الثانى: رسولٌ يرشدنا . والعامل الثالث: كتابٌ جاء به الرسول برهانا على صدق رسالته . ونحن نستقى معلوماتنا عن العالم الآخر من هذا الكتاب ، أى من القرآن الكريم . أخبرنا القرآن بأننا سنُبعث فى اليوم الآخر . ما هو اليوم الآخر؟ وكيف شكله؟ هل هو يومٌ مثل أيام الدنيا؟ ..استنتاجى بأنه ليس مثل أيام الدنيا ، فليست هنالك شمسٌ ولا قمر . ولا نطيل التأمل فى هذا الأمر ولا ينبغى أن يشغلنا فقد ذهبت الدنيا وولت حيث كان اليوم 24 ساعة وكنا نحتاج فيها إلى صباح وضحى وظهيرة ومساء وليل..إلخ ونحن الآن فى الدار الآخرة حيث لا معنى لنهارٍ أو ليل . ويدور فى خلدى بأن اليوم الآخر يومٌ واحدٌ متصلٌ لا غد له .

************************************************** **************************
فى ركنٍ هادئ (3)
============
الفقرة السابقة كانت عن عقولٍ اختارت وجود الكون بواسطة موجد . وهنالك عقول اختارت أزلية الكون وأن ليس هنالك موجد . هذه العقول تدخل فى دوامة طويلة من الأسئلة الملحة التى تحتاج إلى إجابات شافية . بعض هذه العقول عجزت عن ملاحقة الأسئلة لها فاستسلمت وآثرت أن تنأى بنفسها عن التفكير وسمّت طريقتها بال "لا أدرى" ، وارتاحت . والبعض الآخر يجيب ويجاهد فى إيجاد الإجابات .






آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 07-31-2018 في 04:41 PM.
  رد مع اقتباس