كيف لعاشقةٍ مثلي أن تخمدَ نيرانَ الغياب وقد زادَتْها المسافاتُ جنونا ؟
كيف لها أن تحيا بعيدةً عن نسائمِ بوحِك وقد زرعتَ بأعماقِها
بذرةَ نبضٍ ضمّها رحمُ الشوقِ بحناياه ؟
فما برحَ القلمُ ينزفُ .. وما استكانَ القلبُ هنيهاتْ
إلا حين بدّدَ حضورُك حلكةَ لياليها
فهي وجنونُ الشوقِ مرادفانِ لا يفترقان
تشتاقُ للحنك الجميلِ
تتمايلُ أسطرُها على إيقاعِ عزفك حتى تفوحُ الأرضُ عطرا
وتنحني ورودُ الربيعِ خاشعةً لشذا البوح
هيا تعال ... وارسمني بحرا
على شواطئِه تتمدّدُ أبجدياتُك
ارسمني يا فنان معزوفةً ..
ضاعتْ نوتاتُـها على مدخل شريانِك
قصيدةً .. تُقرَأُ بالأديرةِ والمعابد
فأنا يا سيدي أنثى شيّدتْ لك بـ دمِها حصوناً من أبجديات
أنثى على أبوابِ بوحِك تسكّعتْ ليالٍ وليالْ..
تلتقطُ أنفاسَها من نسيمِ ثغرِك المقدّسِ
وتزينُ لك بقلبها صورةً حفرتْـها مخالبُ الحنينِ
تفوحُ منها رائحةُ الياسمين
وعلى ضفافِها زرعتْ لك أسرابا من قُـبَلٍ
تكادُ لا تكفي
حتى تحبكَ في كل الفصول مرتين