ما بين الكوانين يُزهرُ ربيعٌ آخرُ يختصُّ بأشباحكِ الحانية!
يملؤني بالدِّفءِ والحبورِ برغم صقيعِ الدُّنيا...
**
صباحاتكِ الألقُ يا لورُ في أماكنكِ الشّاسعةِ الفضاءاتِ أينما كنت..
صباحٌ معطَّرٌ بأريج السَّفرجلِ الشَّتويِّ النَّكهةِ والمذاقِ، الموسومِ بعبيرِ التُّفاحِ الدِّمشقيِّ اللَّذيذِ كأنتِ!
لا تُعدمُ الأجواءُ إيحاءاتِكِ أبداً! في كلِّ الفصولِ أنتِ ريَّانةٌ عبقةٌ فوَّاحةٌ بعطركِ المُخمليِّ المَهيب...
الأفكارُ ما أن تلوِّحُ بهيئتِكِ في مرايا روحي، تضطرمُ شغافُ أعماقي لها كالكوانينِ المسجورةِ حنانا....!
تحضُرُني بملامحكِ أيقوناتٌ ملكيَّةٌ بطابعِ أنثى رقيقةٍ كالأثير...
تخضوضرُ الطبيعةُ في قزحيَّتي، عازمةً على الإيناعِ بهمَّةٍ لافتة!
وتنسابُ أنهارُ التَّوقِ في مجاري شراييني، متدفِّقةً بمعالمكِ الثَّرةِ الحُسْنِ بغزارةٍ شهيَّة!
**
الانفصالُ عن واقعِهم دأبي في عشقكِ الملائكي!
بعيداً عن عوالمهم المشحونةِ بالمكر والخديعةِ ومثالبِ السِّماتِ والحياة...
تستأصليني من وجودي، لتزرعيني في كنهكِ الماورائيِّ الغريب!
أتفقَّهُ غرامَكِ الهادرَ معالِمَ ومضيَّةً، تسري خلايا جسدي بنبضٍ يختصُّكِ دونَ الكائنات...
وأتعلَّمُني في ظلالِ ياسَمينَكِ الشَّآميِّ؛ شذاً معتَّقَ التَّركيزِ بتراكيبَ سحرَّيةِ الأثر!
**
كيف باتَ الشِّتاءُ -يا لوري- يتوسَّمُكِ ببردهِ القارسِ دفءً للحياة؟!
أباتَ الحنينُ يُضرمُ أحشاءَ قرِّهِ بأنفاسكِ الحارَّةِ، كما يفعلُ بي؟!!
كم تتوقُ المقاعدُ الخشبيَّةُ هناكَ أحاديثنا!
والأجواءُ تتمتِمُ بإيقاعاتِ نظراتِنا، متراقصةً على ترانيمِ التَّانغو في ساحاتِ الهيام!
**
على كلِّ حال...
كل ُّ ثانيةٍ وأنت بألفِ خيرِ يا حبيبةَ القلب...
كلُّ ثانيةٍ وأنتِ الوضَّاءةُ في مرايا نفسي، في هذا العالمِ الحالكِ المضامينِ والصِّفات...
كلُّ ثانيةٍ وأنتِ الأملُ رغم كلِّ شيء... وأيِّ شيءِ...
أحبكِ
لقاء
.....