كثير عزة
صاحب الكلمة السائرة:
ضحى بنو حرب بالدين يوم الطف وضحى بنو مروان بالكرم يوم العقر.
أحببت يا كثير عزّة الضمريّة ، وعرفت بها فقيل : كثير عزّة .
وكنت قد علقت بها ، وهي صغيرة السن حين أرسلتها نسوة
لشراء كبش منك بثمن مؤجل أتتك به أمرأة غيرها فيما بعد ،
فقلت : أين الصبية التي أخذت مني الكبش؟
قالت : وما تصنع بها ؟ هذه دراهمك ،
قلت : لا آخذ دراهمي إلا من التي دفعت الكبش إليها ،
وخرجت وانت تقول :
قضى كل ذي دين فوّفى غريمه
وعزّة ممطول معنّى غريمها
ومنها :
نظرت إليها نظرة وهي عاتق
على حين أن شبّت وبان نهودها
من الخفرات البيض ودّ جليسها
إذا ما انقضت احدوثة لو تعيدها
وهكذا قاد الكبش المودة بينك وبين عزة كما فعلت
ابل جميل الباركة في وادي بغيض ، والتي أفزعتها بثينة ،
مما جعل جميل يشتم بثينة ، فترد عليه هي كذلك ، فاستحلى شتمها،
وفي هذا قال :
وأول من قاد المودة بيننا
بوادي بغيض يا بثينَ* سبابُ
وقلنا لها قولا فجاءت بمثله
تغير شعرك بعد موت عزة فقالوا:
ما بال شعرك تغير وقد قصرت فيه؟
قلت: ماتت عزة ولا أطرب، وذهب الشباب فلا أعجب،
ومات عبد العزيز بن مروان فلا أرغب،
وإنما ينشأ الشعر عن هذه الخلال.
كنتم أبطال عشق تهتز به نفوسنا تنفطر حينا
وتطرب أحيانا أنشدتم أوجع الشعر وأشجاه وأعذبه وأحلاه
فهل ياترى الالم ومرارة الفراق والبعاد
هو الذي جعلكم تبدعون وتسنجون اروع القصائد
وتصورون الحبيبة نجمة ليست ككل النجمات ؟