(ورقة مطوية في كف طفل)
أدري بأنك صفحةٌ بيضاءُ
كالماءِ حين ترشُّهُ الأضواءُ
ما خُطَّ في قسَمَاتِ وجهك موقفٌ
والخلقُ عندك والزمانُ سواءُ
تبغي الوفاءَ ولن تُلامسَهُ كما
لن تستظلَّ بظلِّها الأشياءُ
وبدت لك الغاياتُ في اللفظِ الذي
يبدو وغاياتُ القلوبِ وراءُ
فبأيّ ذنبٍ جئتَ للدنيا من ال
مجهولِ والدنيا عليك شقاءُ
لم تدر بَعْدُ بأنَّ كلَّ حكايةٍ
تُصغي لها قبلَ المنامِ هُراءُ
نم في الحكايةِ مطمئنًّا هانئًا
كصدى سكونٍ حفَّهُ الإصغاءُ
وحكايةُ الأيامِ توقظُ مَنْ غفا
كالقلبِ توقظُ جمرَهُ حسناءُ
أنا لستُ أبكي الميِّتين وإنما
أبكي الذين بلا اختيارٍ جاؤوا
لو أدرَكَت حواءُ أبعادَ الدُّنا
في العالمينَ لأجهَضَتْ حواءُ
ولربما قالت بكلِّ مرارةٍ:
أحسنتُ تربيةَ الورى فأساؤوا
فكم استوَتْ فوق الدماءِ بواخرٌ
وعلى الجراحِ حضارةٌ شمّاءُ
والكلُّ ساقَ أدلةً لمزاعمٍ
هيهات أن تتمايزَ الأصداءُ
دع أيها الطفلُ الحياةَ لأهلها
فهي الفَناءُ وأهلها أسماءُ
نَمْ في حكايتك البريئةِ لن يُقاسِمَكَ
الملوكُ بها أو الأمراءُ
ليت الحياةَ كما تظُنُّ ومثلُما
يتصوّرُ الأطفالُ والبُرآءُ
ليت الحياةَ مشاعرٌ في صدرِ مَنْ
تأتي له الأشعارُ كيف يشاءُ
أنا ذلكم وبحورُ شعريَ كلُّها
دُرَرٌ يغَصُّ بثقلِهنّ الماءُ
وأنا الذي أسبلتُ ثوبَ قصائدي
خُيلاءَ .. حتى يخرَسَ الشعراءُ
تحيتي
موسى احمد العلوني