ما أوجع الحنين لقلوبهم الحانية التي خلقت للاحتواء وحسب
كأنك تحدثت نيابة عنا يا عروبة
ذكّرتني خاطرتكِ بالأديب صالح وهو يصف جدّه قائلاً:
تمهلت عند باب الغرفة وأنا أستمرئ ذلك الإحساس العذب الذي يسبق لقائي مع جدّي كلما عدت من السفر
إحساسٌ صافٍ بالعجب من أن هذا الكيان العتيق ما يزال موجودا أصلا على ظاهر الأرض
وحين أعانقه أستنشق رائحته الفريدة التي هي خليط من رائحة الضريح الكبير فى المقبرة ورائحة الطفل الرضيع
نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوربي فلاحون فقراء ولكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى
كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه
إنه ليس شجرة سنديان شامخة وارفة الفروع في أرضٍ منّت عليها الطبيعة بالماء والخصب
ولكنه كشجيرات السيّال في صحاري السودان
سميكة اللحى حادّة الأشواك تقهر الموت لأنها لا تسرف فى الحياة!
.
.
