أنسامُ الرَّبيعِ تخفقُ بذكراكِ ثنايا أعماقي كلَّ هفيف!
وتستحضرُ ملامِحكِ البريئةَ رُؤى تأمُّلاتي، تُرخي مفاتِنها صدى ذكرياتي،
فتحنُّ عناقاتَكِ الدافئةَ على حين توقٍ يغمر حيثيَّاتي، واسِماً إيَّايَ بعشقِكِ الدَّفينِ الدَّفين...
**
في الماوراءِ الذي ألجؤهُ محاوراً إيَّاكِ، في سفركِ القصيِّ ذاك؛
أعقدُ على ذؤابةِ اليراعِ حسيسَ خفقاتِ قلبكِ -كما أذكرها- مُمعِناً إنصاتي بلهفٍ مكين!
وأحسِبُ كمَّ الفتنةِ التي أنتجها انعكاسُ شمسِ الأصيلِ عن خوابي عسلِ عينيكِ؛
لتندلعَ بينَ أجفانِها -ورَوعي- لذَّةٌ محمومةٌ بسُكرانٍ ما أحدثتهُ في نفْسٍ خمرةُ العالمين!!!
**
يا تُرى...
إلامَ ترمي نظراتُكِ الهادرةُ الأثرَ الآن؟!
وكيفَ تتعاملُ معها الأرواحُ والأشباحُ والأخيلةُ الممسوسةُ بهذيانِ لمَحَاتِها الميَّاسةِ الغنجِ حنانا؟!
**
الرَّبيعُ في دمشقَ يا را؛ ينصبُّ في يباسِ جذوري، عازِماً بعثَها ريَّانةً على شفا استحضاركِ عوالمي كلَّ حين...
ربَّما أرشفتُ في رسائلي هذه تاريخَ أعماقي، مجتازاً جدرانَ الواقعِ،
حامِلاً مُبهَماتِ معانيَّ وتراكيبي، على كاهلٍ أثقلتهُ بهمومها تصعُّراتُ سِنيِّ العمرِ العنيد...
وربَّما لن تقرئي جُلَّها في عوالمكِ البعيدةِ!
أو لعلَّكِ قرأتِها... وأسررتِ ردَّها في مراياكِ، عملاً بنهجٍ كُنَّا قد أوجدناهُ بخصوصيَّتنا دنياهم هذه.
**
على كلِّ حال...
نَعِمتِ صباحاً حيثُ أنتِ!
والرَّبيعُ منكِ، شآمٌ يكنُفني جَواها بدفءٍ وقريرةٍ حيثُ تسكنين...
**
لقاء..