كلا وربك
كلا وربِّك ما غابا ولا افترقا
لكنَّ حبّهما مــِن قيدِه انعتقا
*
نورُ السماء تجلّى فيهما ألَقاً
حتى كأنهما من نوره خُــلِقا
*
كانا على الأرِضِ حبًا فاض كوثره
لــكنه الآن حــباً عـــانق الأفــقـــا
*
علــــى البُراِقِ وفي أفياءِ سِدرتِه
طاب اللقاءُ وطُهْر هواهما اعتنقا
*
لا تـحسبوه رفيفاً مـــــَسّه قــلقٌ
قلبان فَرَّا إلى الــجوزاءِ والتصقا
*
بعضُ الهيامِ له في الصدرِ زلزلةٌ
فالقلبُ يــصبحُ بـركانا إذا عشقا
*
لا يعرفُ النومَ مَن في البحرِ مَسكنُه
وهـــل ينامُ فـــؤادٌ يـــرقبُ الغــــرقا
*
لــــكنما الــعمرُ فــــي اقدارِه سَفَرٌ
ومن يسافرْ يلاقِ السهدَ والأرقا
*
رافقتُ قلباً له في مهجتي وطنٌ
فإنْ رويـتُ له ما أشتهي شهقا
*
لــذا حَجَجْنا إلــى فــردوسِه أمـــلاً
أنْ ننزع َ الشوكَ والتأنيبَ والقلقا
*
صلى وسافر للعلياءِ مــــعتمراً
ورحتُ اتبعُ منه العطرَ والألقا
*
هامستُه ودمــــــوعُ العينِ ساخنةٌ
لا تذرفُ الدمعَ إلا عينُ مَن عشقا
*
لما حزمت شراييني وأشرعتي
لــقيتُ قـلبي يخبئْ عنده العبقا
**
**