من الموسوعة العلمية
[بتصرف]

وأوحى فى كل سماءٍ أمرها (2)
================
شاء الله تعالى أن يخلق سماواتٍ وأرض وجنة ونار وسراط وما لا نعلمه
ولكل منها قوانينه الخاصة به والتى تختلف عن غيرها
فالسماوات بكل المجرات والأكوان لها قوانينها الخاصة مما يُذهل العقول .
فمثلا اكتشف العلماء أن المجرات تزداد سرعتها كلما ابتعدت عنا .
وذُهل العلماء عندما اكتشفوا أن هناك مجرّات على أبعاد سحيقة تسير بسرعة الضوء . هذا فى حد ذاته أعجوبة . فليس فى مجرتنا شيئٌ يُدانى سرعة الضوء . فماذا تقول لو علمت بأن من تلك المجرات ما يتجاوز سرعة الضوء ،، خالفت بذلك قوانين الأرض التى نعيشها والتى تؤكد علومها استحالة الوصول إلى سرعة الضوء بفضل الجاذبية اللانهائية إذ تصبح الكتلة لا نهائية فتمنع الجاذبيىة أى مقذوف متحرك من الوصول إلى سرعة الضوء
ناهيك عن تجاوزها .
وليس للعلماء تفسير سوى أن لها قوانين تختلف عنا .
وأما على الأرض التى نعيشها أو على الأقل فى مجموعتنا الشمسية أو مجرتنا فنحن نسير طبقا لقوانين صارمة نسميها نحن " الأسباب " فلا شيئ بلا سبب
والحكمة هو استقامة الحياة لأن الحياة البشرية لا تصلح بدون أسباب وإلا فالفوضى والعشوائية وبالتالى فلا قوانين ولا تحليلات ولا استنتاجات أو توقعات أو قوانين لأنه إن توقعنا شيئا فسيتغير هذا التوقع بفضل العشوائية لعدم وجود " الأسباب" . والقوانين الأرضية أى " الأسباب " تسرى على الكل فالملحد إذا زرع حصد والمؤمن إن لم يفعل فلا حصاد له . والرسول عليه الصلاة والسلام نفسه مشى بالأسباب فنام وأكل وشرب ومرض وتداوى وعمل بالرعى وتاجر وسار الأيام والليالى لينشر الدعوة . ولم يكتف بالدعاء والتوكل فقط على الله عز وجل .
نأتى إلى الجنة والنار فلهما أيضا قوانينهما الخاصة .. بالنسبة للجنة :
لقد قرأنا أنه بمجرد أن تفكر فى الشيئ يأتيك على الفور بدون عمل ولا زرع ولا ماء ولا حتى طهى .
فكل شيئ يأتيك على الفور بمجرد أن تفكر فيه ،، نحن فى الجنة لا نمرض ولا نموت ولا ننمو ولا نشيخ .
فكل هذا يسير وفق قوانين إلهية أخرى نعتبرها نحن معجزات . فلا نعجب من الحديث القدسى (فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر) .
أما النار : فلها ايضا قوانينها الخاصة فالنار رغم انها أقوى من نار الأرض التى تذيب الحديد لا تميت المُعذب فيها ، وإلا لو كانت بقوانيننا لتبخرالمعُذب فورا فى لحظة . بل فى النار يعيش الناس ويتكلمون ويقولون - على سبيل المثال - "لو كنا نسمع أونعقل ما كنا فى أصحاب السعير" ، "قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا.." ويتعارفون ويتوسلون ويبكون وتتبدل جلودهم ويأكلون ويشربون .
إنها قوانين إلهية أخرى نعتبرها نحن معجزات لأنها لا تحدث وفق قوانين الأرض . فلا عجب حين نسمع أن الجنة والنار غيب .
الخلاصة أن مجرتنا اختار الله أمرها أن تسير بأسباب حتى تستقيم حياتنا . ولذا كانت تهيأة الارض فى ملايين السنين بفضل مشية الله بخلق " الأسباب"
لذا لم يخلقها الله عز وجل فى لحظة وهو عليه هين .( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) . حتى يكون هناك أسباب وقوانين لتعمل العقول وتبتكر وتتقدم الأمم وتُعمر الارض والا لاندثرت الحياة وانتهت .