الموضوع: وصايا إلى ولدي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2019, 01:42 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر
 
الصورة الرمزية رياض شلال المحمدي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض شلال المحمدي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي وصايا إلى ولدي

أبُنيَّ أُوصيكَ : حاذرْ وَانتبِهْ
مِـمَّا يبثُّ الفَتى المُستغربُ

مُسْتَشرقٌ .. إنِّـما مَلَكاتُهُ
في كلِّ ضَرْبٍ عَـقيـمٍ تُـعرِبُ

يَستَوحِشُ النايَ تَهوى " الجازَ "
دَهشةُ حرفهِ مُذ دَعاهُ الأكذبُ

حتى تشظَّى بـما بين الطِّلا
وَطِلاءِ مَغرورةٍ تَـتَـذبذبُ

يَعتدُّ بالوهمِ ، يفخَرُ بالصَّدى
وَعتادُه - يا ابنَ جَنبيَ - خُلَّبُ

وَلدي : وتدري كم الشَّرق ابتلى
فانهضْ حَنانيكَ ، قلبي يشخبُ

لا تنسَ ماضي الأُلى في إرثهم
نثرتْ جَـمالَ المعاني يَعربُ

ما قلَّدوا .. بل أقاموا في الذرى
بيتَ القصيد ، فطابَ المشربُ

فالذكـرُ دومًا رفيعٌ قصدُه
وَالبَوحُ بالنفحاتِ مُـقَـشَّـبُ

أبنيَّ: شتانَ بين مُشرّقٍ
وُمغرّبٍ بالحداثةِ يَلعبُ!

أبنـيَّ:كُن أريحيًّا شاعرًا
متواضعا بالحيا تتقلبُ

مُسترشدًا بالسَّنا لا تدَّعي
ما ليس فيكَ ليمضي المركبُ

فهناك فكرٌ وذكرٌ واجبٌ
وَهنا فديتكَ قلبٌ أوجبُ

لا تلتفتْ لحديثِ حَضارةٍ
شوهاءَ باسم الخنا تَـتَمذهبُ

أنفاسُها في الغوايةِ أطربتْ
وَضميرُها بالمغاني يُـرهِبُ

منها تـفـرُّ المعاني إنما
في لؤمها يشتهيها المذنبُ

وَالنفسُ داهيةٌ مَن جاءها
لا ريب يا ولدي يـتـحزّبُ

إيهامها ما لهُ أمٌّ .. ولو
شَقَّ النواةَ بلا وجلٍ أبُ

أبنيَّ لا دجلٌ يُغني المِرا
كلا ... ولا جدلٌ يُتكسَّبُ

للفجر أبرأ من نَهبٍ وَمِن
سَلبٍ به يستلذُّ مُـخرِّبُ

وَلدي: وتعرفني ما صحَّ لي
في الضاد إلا التليدُ الأعذبُ

وطريفُ موهبةٍ تندى به
صورُ الحنين التي لا تغربُ

وَكبار قومٍ نمتهم رقةٌ
وَإذا أهابَ الجَمالُ توثَبوا

أبنيَّ فاكتبْ على أنساقهم
ذَكِّـرْ متونَ الذين تعجَّبوا

أنَّ اللُقى في اللقاءِ كثيرةٌ
وَضياؤها للأديبِ مُحببُ

فالحُسنُ والوصفُ معْ عِـبَـرِ النقا
ورياضُ عاطفــــةٍ تَـتَـرقَـبُ

ما بالُ أهلكَ قَـد هلكوا هنا
يا ذا الغريبُ .. وكيف تَـغرَّبوا

عن كل فاتنةٍ هم أدبروا
مَقصودُهم في الطلولِ تَسيُّبُ

أبنيَّ هذي أماني دَوحتي
وَحِسانُ حرفنةٍ تَـتَـهـيَّبُ

هيَ غَـيْـرةُ الأملِ الجادي لنا
فاقرأ بقلبكَ ما لكَ يُنسَبُ


**(( خارج نطاق بحور الخليل ... متفاعلن فاعلن متفاعلن ))**






آخر تعديل رياض شلال المحمدي يوم 04-29-2019 في 07:45 PM.
  رد مع اقتباس