أكيد أن الإنسان وحده يملك نزعة تذوق الجميل والتعبير عن هذا الجميل . فالحيوان لا يهتم بالنجوم ولا يعنى بروعة الآصال ولا يلتفت إلى الزهرة ولا يحملها إلى مسكنه ولا يتزين بها ، وإذا اهتم بالزهرة فلكى يأكلها ويشرب عصيرها كما تفعل النحلة .
إلى هذه النقطة أريد أن أصل لأؤكد انفراد الإنسان عن سواه من الكائنات الحية بالتذوق الذهنى المجرد الخالص من كل نفع ، أو بتعبير آخر بالقدرة على التفريق بين (الجميل) و (النافع) . فهو بين أفراد فصيلته الوحيد الذى يقيم المتاحف وينحت الحجر ويطرّز جدران بيته بالرسوم ويملأ أوانيه بالورد ويتعبد الجميل لأنه جميل .