الفقــــــرة 3
.. ونبقى مع الكتاب الغيبى :
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)
هذا أكيد لا يمتّ بصلة إلى كتب الدنيا . إنه كتابٌ لن نعرفه إلا فى الدار الآخرة . كتاب ينظر فيه المجرمون كلهم فى آنٍ واحد . ما أعجبه من كتاب . وكلٌ سيرى فيه كل ما عمل فى الدنيا .
وهنالك آية أخرى فى القرآن تقول : ( لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ .. ) إذن كلامهم هذا كُتب فى ذلك الكتاب الغيبى العجيب . ومن قالوه سيجدونه يوم القيامة مكتوبا .
ليس كل الوجوه التى ستتطلع على الكتاب يومئذٍ ستكون باسرة .. تظن أن يفعل بها فاقرة . بل ستوجد أيضا وجوهٌ ناعمة .. لسعيها راضية . لأننا نجد فى القرآن الكريم آيات مثل : ( وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) . هذه بشارات عظيمة من ضمن ما يحتويه ذلك الكتاب الغيبى الذى سيقرأ فيه كل الناس من عهد أدم إلى قيام الساعة فى آنٍ واحد .