
من وحي الصورة..
براءة ووفاء !
اللّونُ زَهرٌ والقصيدُ سِلالُ
................ والجمعُ بينَ الصّورتيْنِ كَمالُ
فالأذْنُ يُطربها البَيانُ بِسِحْرهِ
...................والعيْنُ يبهِرها سَنا وجَمالُ
كم صورةٍ توحي إليك بفكرةٍ
...................فيشعُّ فيك تأمّلٌ وخيَالُ !
أصلُ الوجودِ تماثُلٌ وتمايزٌ
....................وكذا انحِدارٌ بيّنٌ وجَلالُ
لولا النّهارُ لكان ليلُكَ سَرْمدًا
.....................إنّ التّضادّ بِدايةٌ وزوالُ
وبراءةُ الإنسانِ فِطرةُ خالقٍ
................فإذا تَوحّش فالعَداءُ خِصالُ
نِعْمَ البراءةُ أنْ تكونَ سجيّةً
...............تزكُو بها نفسٌ طغَتْ وخِلالُ
فالطّفلُ فيها للبراءةِ آيةٌ
................والكلبُ فيها للوفاءِ مثالُ
في نظرةِ الطفلِ البعيدةِ حيرةٌ
................. وتأمّلٌ ومخاوفٌ وسؤالُ:
أإذا كبرْنا تنتهي أحلامُنا
..........ويصيبُ أنفسَنا هوى وضَلالُ؟
ولمَ الكبيرُ وفاؤهُ سيخونه
..............وتموتُ فيه براءةٌ وجمالُ؟
فإذا خلا سرّ الحياةِ من الوفا
.............ومِنَ البراءةِ فالحياةُ وبالُ.