الموضوع: فى ركنٍ هادئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2019, 11:24 PM   رقم المشاركة : 46
كاتب
 
الصورة الرمزية سرالختم ميرغني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سرالختم ميرغني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: فى ركنٍ هادئ

هذه بعض النتائج الخطرة التى تترتب على اضطراب تركيب الوسط الداخلى للجسم . ولم يكن سببها معروفا وبالتالى كان علاجها مستعصيا . أما الآن فإنه يمكن شفاء هذه الحالات . ويشمل العلاج تعويض المواد الناقصة وتنظيم الغذاء وإعطاء العقاقير والهورمونات التى تساعد الجسم على التخلص من المواد غير المرغوب فيها أو الاحتفاظ بالمواد التى أصابها نقص . وتظل صحة الإنسان فى مستواها الطبيعى فى معظم أمراض الكلى ما دام هناك ربع كلية سليمة . فمثلا يمكن استئصال كلية كاملة جراحيا دون أن يتأثر الجسم لأن الكلية الأخرى تحتوى على مرشحات كافية .
************************************************** ************
الضحك طبيبى
.. وإذا كان الضحك وسيلة لتأكيد الشخصية ، فهو قبل كل شيئ شفاء من الأمراض . وقد درجت الإذاعة البريطانية على أن تذيع برنامجا أسبوعيا من المتنوعات تحت عنوان : " اضحك دائما " مخصصا لمرضى المستشفيات . إذ مهما لقى المريض من عناية طبية ، فإن شفاءه يتوقف أيضا على هذا الجو من التفاؤل والضحك الذى يُعتبر متمما لعمل الطبيب . فالمريض الذى يضحك هو الذى يريد أن يعيش ، وهو يتماثل عندئذٍ للشفاء .
ويفرض كثير من الناس على أنفسهم تمرينات رياضية يومية ليحتفظوا بقوة نشاطهم وأبدانهم ، فى الوقت الذى لا يكاد يفكر فيه أحد فى النتائج الجسمية المدهشة التى يؤدى إليها الضحك ! ويتضح ذلك تماما إذا ما لاحظنا أنفسنا فى المرآة ونحن نضحك . إن عيوننا تلمع فى مزيد من الحيوية نتيجة لدمٍ جديد يتدفق فى إنسان العين ، وتتسع فتحتا الأنف ، فيزيد بذلك مقدار الهواء الذى ينفذ منهما إلى الرئتين . وتتتابع حركتا الشهيق والزفير بطريقة خاصة يترتب عليها إسراعٌ كبير فى الدورة الدموية ينتج عنه إحساسٌ عام بالراحة يشمل الجسم كله ولا سيما الظهر .
وقد لاحظ الأطباء أن الهواء النقى الذى يدخل من أنوفنا فى حالة الضحك ينظف فتحاتها من الداخل ويزيل ما قد علق بها من جراثيم ، وأن من يضحكون أكثر يكونون أقل عرضة للإصابة بالزكام .وينصح الأطباء كذلك بأن يتم تناول الطعام فى جوٍ من البهجة والمرح خالٍ من التوتر ، لأن الضحك يكون مقرونا على الدوام بجهدٍ تبذله العضلات يكون بمثابة تدليك حقيقى يعين على هضم الطعام .
************************************************** ***********

للسيدة عواطف ، روح النبع ، الفقرة التالية

لغته متميزة وجديرة بالدراسة . وتعامله مع الفصحى والعامية جدير بأن ينفرد ببحث مستقل .لأنه تمكن من خلق معايشة رائعة بين مستويين من مستويات اللغة العربية ، كان موضوع العلاقة بينهما مثار جدل كبير وعنيف .وتعامل الطيب صالح مع الزمن جاء بأبعاد جديدة ربما لم نألفها نحن فى الرواية العربية ، فالزمن لديه متراكب لا متسلسل ، ويقترب من المونتاج السينمائى فى ترتيب الأحداث فهى أحداث لا تترتب حسب افتراضية وقوعها فى زمان . بل تترتب طبقا لمنظور يختلف . بل أن الأحداث تجئ أحياناحسب تواردها على الذهن فى لحظة ما .فقد تتشابك وتتسابق ويجئ المتأخر قبل المتقدم .والكاتب ممسك بخيوط هذه الأزمن المقطعة ، المتواصلة ، بحنكة وبساطة .مزاوجا بين طبيعة الأشياء فى الخارج ، والإحساس بها من الداخل ، مستعينا بالومضات الراجعة إلى أعماق الماضى . مازجا بين الواقع والحلم ، مغيرا من مواقع الرؤية بتغيير طبيعة الراوى أو طبيعة موقعه ، ويبهرنا بإسقاطات معينة ، حيث يغير الزاوية التى يرصد منها الحدث . هذا التغيير ينقلنا إلى مجالات عدة ذات أبعاد مختلفة لكنهاجميعا موظفة بإتقان وفى ذات الاتجاه الذى يريده الراوى أو يريده الطيب صالح .

*******************************
....... ومن الغريب أن الطيب صالح يتعمد لسبب أو لآخر أن يلتقط أبطاله من نماذج تحيطهم علامات الاستفهام . فكل أبطاله تقريبا لهم جانبان ، جانب ظاهر يتركز عليه الضوء ، ومساحة الجانب المضاء قليلة ، وجانب يغرق فى الظلام والظل ، ومساحة الجانب الغارق كبيرة وكثيرة .نواجه ذلك فى " موسم الهجرة إلى الشمال " و " عرس الزين " ودومة ود حامد " و" بندر شاه " و" ضو البيت " و" الرجل القبرصى " . وليس هناك من تفسير أو تعليل لتعمد الطيب صالح فى اختيار هذا الصنف من الأبطال سوى أصالة الكاتب وعمق تصويره للفكر السودانى الصوفى فى جوهره ...
************************************************** ***************
وللأديبة منوبية الفقرة الصغيرة أدناه


..ولا شك أن أصالة الكاتب هى التى حدت به إلى إضفاء النزعة الصوفية على مضمون روايته .. فالباحث عن النزعات الفلسفية فى الفكر السودانى عامة فى القديم والحديث لا يجد بابا أوسع من باب التصوف . فهو أبرز دعائم الفكر السودانى على الإطلاق ، سواء فى العصور الوثنية ، عندما كان مرتبطا بالتراث المصرى القديم ، وكان مجاله كله هو التقرب إلى الآلهة . أو فى العهد المسيحى عندما سادت النزعات الداعية إلى فلسفة الخلاص من رق الأبدان . أبدان الأجساد وأبدان كل ما هو دنيوى على الإطلاق ، إلى أن جاء العهد الإسلامى .

































آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 06-07-2019 في 09:49 PM.
  رد مع اقتباس