إليكَ رغم الجفاء ..
أين انت يا سيد وجعي ، فقد تخلل غيابك الذاكرة ..
اصبحت معتادة كلما تعاطف العبور معي، اسرع للكتابة إليك ..
كم أنا بِ حاجة لاحدثك عن الغربة التي تكبر داخل زوايا الروح ..
لا اعرف حقيقة هذا الاحساس الذي يباغتني لاقول كل شئ كامن في اعماق شعوري ، كلما آلت روحي كَ اعصار اليك..!
ولكنني يا صديقي اشعر بِ حاجة لاحدثك عن ذكريات مضت،
انك تزداد جفاء الآن، اعلم ..
وتزداد جمالاً كلما امتلأت روحك بِ هواء الجنوب ونخيله..
فما يدفعني لِ كتابة هذه الرسالة ، هو اني مريضة جداً
هاربة جداً ، واحتاجك ب الجوار ايضاً..!
انت اقصى درجات الوجع الذي يسكن هذه الحروف، في ماضٍ حاضر..
اراك مهاجر بعيداً عني ، كَ عصفور فقد وطنه ..
انه الألم الذي يدفعني للكتابة بِ حروف كسيرة تغطيها اتربة الاحزان ..
فكلما رفعت بصري للسماء ، ارى كم هذا الكون ضيق ..
ارى كم نحن مساكين نعيش للوداع فقط .!
ارسمك نجماً في سماء ايامي ، لتضيئ ليالي هذه الغربة الطويلة.
هكذا رسمك الكلام ، عليّ ان استغل شدائد اللغة في رسم ملامحك السمراء..
فَ كلما كتبت عنك اشعر بِ ضياع كبير ..
فَ لا عليك ،
بِ نظرة الوداع التي تخللت شباك السيارة ،
كانت اللحظة الاخيرة عندما لملمت يديك داخل المعطف ،
وكأن احد يمضي بك من ارتجافات يدي الى مرافئ الوداع ..
لا عليك يا وجعي اللذيذ ، إن ملأت عينيك دون قصد ، بِ الدموع ..
فَ هما عيناك من يخرجاني من بوابة البوح الآن ،
وهما من يطويان صفحات ايامنا الجميلة ..
هما من يشعراني بِ الحنين ، والغربة القاسية ..
وبِ الدموع..
وبِ الحاجة الى الاحتضار ..
هما عيناك الجميلتين ..