آدم أبو الإنسان وليس أبو البشر

" يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم " يعنى كان هنالك بشر قبل سيدنا آدم . " أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء " يعنى كان هنالك بشر قبل سيدنا آدم وكانوا يفسدون فى الأرض ويقتلون بعضهم بعضا ويقتلون الكائنات الأخرى .
إذن لماذا نجد أهمية وهيلمانة لآدم بالذات وتجاهلا للبشر الذين عاشوا قبله آلافا وملايين من السنين ؟ مع أن الجميع خُلقوا من طين ثم جُعل نسلهم من ماءٍ مهين ؟
للإجابة على هذا السؤال نتأمل الآية الكريمة " وعلّم آدم الأسماء كلها.. " إذن السر ياخوانّا يكمن فى النطق واللغة . إن الله خلق لآدم المقدرة على النطق والإفصاح والبيان ، من دون سائر مخلوقاته قاطبة . وهذا يتطلب عقلاً وفكرا . البشر الذين سبقوا آدم لم تكن لديهم لغة ولا فكر . كانوا بشرا بدائيين يتصايحون كالحيوان والطير . صحيح ، كان شكلهم أوادم ويعيشون فى مجموعات ويصطادون ويُشعلون النار ويطهون طعامهم ويتزاوجون..إلخ إلخ ، ولكنهم كانوا فاقدى اللغة والفكر والفن . ولذلك لا نجد لهم آثارا على الأرض رغم بقائهم فيها ملايين السنين . بينما نجد لبنى آدم آثارا وفنونا فى بضع آلافٍ من السنين فقط كفنّ المعمار عند قوم عاد وفنّ النحت فى الجبال فى ثمود وفنّ بناء الأهرامات والتماثيل عند الفراعنة ..إلخ . إذن يا خوانّا ربنا لم يأمر الملائكة بالسجود لآدم من فراغ . بل لأنه خلقه من طين ونفخ فيه من رّوحه . أى نفح فيه نفحاتٍ من علمه الواسع فأكسبه الحكمة وأكسبه الفن والمهارة والإبداع فى الصنعة . و لاعجب أنه أوكل إليه أمرالخلافة فى الأرض .