
" وعلّم آدم الأسمــــــاء كلهـــــــا "
القرآن ، يا إخواننا ، يخاطب أولى الألباب . علماء اللغة والنفس والبشر والتطور منذ القرن التاسع عشر تجادلوا فى كيفية نشوء اللغة لدى الإنسان وحتى اليوم لم يُجمعوا على تفسير لهذه الظاهرة المحيرّة . لا نقصد طبعا وجود آلاف اللغات فى العالم اليوم فهذا ناشئٌ من اللغة الأم للبشرية . أى أول لغة تكلم بها الإنسان على الأرض . من البديهى يا إخواننا أن الإنسان لا يكون إنسانا بدون لغة . تسمية ( الإنسان ) تكفى لأن تدلنا على أنه ما اجتمع شخصان على الكرة الأرضية إلا وتفاهما وعبّرا عن أنفسهما بلغةٍ ما . واللغة لا تؤلّف . هل رأيت قوما مجتمعين يتناقشون فى أمرٍ من أمورهم ، وقيل لك إنهم يؤلفون لغة ؟ بالطبع لا . واللغة لا تأتى تطورا من الصفر ، أى كلمة فكلمتان فأربع .. فألْف كلمة .. ثم ألفان .. وهكذا إلى أن تصير لغة متكاملة لأن الإنسان كان منذ اليوم الأول بحاجة إلى لغة كاملة ليتواصل مع الإنسان الآخر . إذن وجب على الإنسان - كما أنه أُعطى يدا لتمسك وقدما ليمشى وأذنا ليسمع وعينا ليبصر .. إلخ - أن يُعطى لغةً ليتكلم . إذن لا مناص من الإيمان أن الإنسان الأول على سطح هذه الأرض وُجد ومعه لغته .
والآن السؤال الذى يشغل البال هو :
هل كان هنالك بشرٌ ( من فصيلةٍ ما ) عاش على الأرض قبل سيدنا آدم ؟ إذا رجعنا للقرآن الكريم فإنه يشير إلى وجود تلك الفصيلة فى الآيتين
" يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم .. " 21 البقرة
" .. قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء .. " 30 البقرة
والآيتان تفيدان ضمنا بوجود نوع من البشر ولكننا لا نستطيع الجزم بكيفية تواصلهم مع بعضهم البعض فى زمنٍ لم تكن فيه لغة . ومما يزيد ثقتنا بوجود ذلك النوع من البشر أن القرآن نفسه يحثنا على البحث فى الأرض لنرى بقايا هياكل أولئك البشر " قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق .. " 20 العنكبوت . ( وللحديث بقية )