
الإنسان والخلود
وُجد الإنسان فى هذا الكون للخلود فيه وليس للفناء . الإنسان ، بالذات ، وُجد للخلود . أما ما وُجد للفناء فهو الكائنات الحية غير الإنسان . وإن سألت فما فائدة الوجود لغير الإنسان ؟ كانت الإجابة أنه وُجد لتوازن الطبيعة من ناحية ولخدمة الإنسان من ناحية ولنكده من ناحية . أما أن يخلد الإنسان فى الكون فقد استوجب أن يكون له مكانٌ محدد فى الكون اللا- نهائى يشغله الإنسان فيصير كنجمةٍ فى السماء صالحا للخلود الكونى . هذه الدنيا بُدئت من نقطة وستنتهى فى نقطة ثم يبدأ بعدها الخلود الكونى الأبدى . لا يغرنّك عمر الدنيا وإن بلغ المليارات من السنين ، لأن هذه المليارات لا تخصك أنت . هى تخص الدنيا وتخص مجموع من عاشوا فيها من الكائنات والبشر وغير ذلك . ما يخصك أنت هو بضع سنين فقط ، قد يكون عشر أو عشرين سنة أو أقل أو أكثر . إذن ما فائدة الدنيا فى هذه المعادلة ؟ فائدتها هى تحديد مكان وهيئة خلودك الأبدى . فى أى بقعة فى الكون اللا- نهائى سيكون موضعك ؟ وعلى أى هيئة سيكون خلودك ؟ لا بد من تحديد . من أجل هذا التحديد كان وجودنا الدنيوى !