هَالَني القَصْفُ اللَّعِين
ــــــــــــ
يَا غَزَّةَ الأحْرَار إنِّي مُتْعَبٌ
أرْهَقَنِي حُزنٌ سَرَى
أعْيَانِي ...
تَوَغَّل الزَّمَانَ فِيْ
أبْلانِي ...
أُعَدِّدُ الأيَّامَ مُضْنًى يَائِسًا
تُوجِعُنِي الآهاتُ كمْ قَدْ فَعَلَتْ
تَجْتاحُنِي الأنْبَاءُ كَمْ قَدْ سَحَقَتْ
يُقْصَفُ قلْبِي ما تَنَادَوا : طائراتٌ لِلْعِدَا كَمْ قصَفَتْ !!
يَا وَجْهَ أمِّي حينما تُبْدِينَ بَسْمًا غامِرًا لِلثَّائِرِينْ
يَا بَحْرَ حُبِّي حِينما يُرَتَّلُ التّارِيخُ ناصِعًا
يُرَجَّى هادِيًا لِلتَّائهِينْ ...
إنِّي صَرَخْتُ هَالَني القصْفُ اللَّعِينْ
ما كنتُ يوما أبدًا في الصَّامِتِينْ ...
يا جُرْحَ قلْبي حينما نَرَاك في أيْدِي العِدا
تُعَنَّفِينْ ...
يَا لَيْلَ لَيْلِي حِينَمَا نَحُسُّ في عُمْقِ الدُّجَى
تُرَوَّعِينْ ...
إنِّي هُنا في أرْضِنا أرْضِ الشَّهِيدِ
مَوْطِنِ الحُرِّ الأبِيِّ
عَلَّمَ النَّصْرَ المُبِينْ ...
لا أرْتَضِي الذي أرَى
قَلْبي حَزِينْ ...
جُرْحِي عَمِيقٌ هاضَ لِي جُرْحَ السِّنِينْ ...
رَأيْتُ أطْفْالَكِ أشْلاءً
سَمِعْتُ تَحْتَ أنْقَاضٍ أنِينْ ...
بَكَيْتُ أرْجُو رَحْمَةً تَرْعَى تقِي
تُبْعِدُ نارَ الغاصِبينْ...
بَكَيتُ ما عِنْدِي سِوَى حَرْفي الحَزِينِ صامِدًا
لا يَنْثَنِي لا يَسْتَكِينْ ...
إنِّي هُنا
وتعرفينَ مَنْ هُنا يا غَزَّةَ الحُبِّ الدَّفِينْ
أدْعُو وأدْعُو و بلادِي مُذْ تَوَالَى القَصْفُ يُؤْذِي
شَجَنٌ
دَمْعٌ مَعِينْ ...
ــــــــــــــــــــــــــــ عبدالله التواتي.