اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سرالختم ميرغني خـواطــــــــــــــــــــــر من أدرانا بما أعده الله للمتقين الأبرار فى الدار الآخرة ؟ الآية تقول : " فما تدرى نفسٌ ما أُخفى لهم من قرة أعين " ، والحديث الشريف يقول : ( فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلــــب بشر ) . فلماذا تفترض ممارسة الجنس كأول افتراضٍ يخطـــر على بالـــــك ؟ من قــــال لك ذلــــك ؟ إن الله لم يخبرنا بذلك . صحيح أنه أخبرنا بنعـــــيم الآخرة لأهل الجنة بشكلٍ عام . ولكنه لم يخض فى أى تفاصيل دقيقة لذلك النعيم . صحيح أنه ذكر أنهارا من خمر وأنهارا من لبن وأنهارا من عسل مصفى ولحم طير وفواكه مما يشتهون ، لا مقطوعة ولا ممنوعة . ولكن حقيقة الجنة لا تزال مجهولةً لدى المؤمنين . ما وجه الشبه بين شكل الحياة فى الدنيا وشكل الحياة فى الآخرة ؟ يجب علينا عدم عقد المقارنة بين حياتنا الدنيا وبين الدار الآخرة . فالدنيا دار عمـــــل . ولكن الآخرة ليست بدار عمل نهائيا . إنها دار جــــزاء . أى دار خلـــــودٍ أبدى . فالله قـــــديمٌ وســرمدى . وحـــيدٌ في القــــدم . مصحوبٌ بالكون ومخلوقاته فى الخلــــود إلى الأبد فى الدار الآخـــــرة . مذكور فى القرآن " وما هذه الحياة إلا لهـــو ولعب وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون " . مذكور أن أهل الجنة سينعمون ، سيأكلون ، ستكون لهم أزواج ، . . ، ولكننا لا نعلم : هل سيأكلون كما يأكلون فى الدنيا ؟ الأكل فى الدنيا مصحوب بعادات معينة ، وتخلصٌ للجسم من الفضلات والزوائد والسموم .. إلخ ، ولكـــــن الأكل فى الدار الآخرة يختلـــــف ، فنحــــن لا نعلــــم طبيعته . وكذلك زواجــــنا فى الدنيا معروف ، ولكن تزويج المؤمنين بأزواج مطهــــــرة فى الجنة أمرٌ مجهـــــولٌ تماما فهو مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . فلا تتسرع وتسبق الأحداث وتزعم بأن المضاجعة - كما يحدث فى الدنيا - ستلازم سكان أهل الجنة فى الدار الآخرة . من أنبأك بهــــذا ؟ وللحديث تكملــــة إن شــــاء الله --------------------------------------------------------------------------- العظمــــــــــــــة للصـــــــــــانع لو لاحظــــنا آيات القرآن الكريم سنجدها تدور حول خلق السموات والأرض . ودائما كلمة السموات قبل كلمة الأرض . نفهم من ذلك أن كلا الخلقين هام ٌ جدا ، السموات بعظمتها وكواكبها وأبعادها الشاسعة بينها وبين بعضها ودورانها حول الشمس ودورانها حول نفســــها ، وطبيعتها .. إلخ . والأرض وهى كوكبٌ واحد من الكواكب ولكنها غنية بالكائنات الحية على ســـــطحها . حياة ما لا يُحصى ولا يُعد من المخلوقات ، والتى لم توجد إلا على الأرض .أضف إلى ذلك حياة الإنسان العاقل التى جاءت بعد زمنٍ طويل من بدء حياة الحيوانات ، والأرض اختيرت من بين آلاف الكواكب والنجوم من أجل مواصفات عديدة تناسب الحياة . ولذلك ذُكرت بعد السماء مباشرة فى القرآن الكــــــريم . السماء مليئة بالأنجم والكواكب . والكواكب أجسام صلبة مختلفة الأحجام . ومختلفة فى طبائعها فمنها البعيد جدا من الشمس ومنها المتوسط ومنها القريب من الشمس . الناس فريقان ، منهــــــم من يظـــــــن بأن هذه الكواكب والنجوم والنيازك والأثير والأقمار وكل ما فى الكون هو " الطبيعــــــــة " . وعندما تسألهم ما الطبيعة ؟ يجيبونك بأنها الأزل . أي أن هذه الأشياء لا بداية لها ولا صانع لها. الفريق الآخر لا يقتنع بهذا الرأى ويعتقد فى بدايةٍ لهـــــــذه الأجسام وفى صانعٍ لها . لو سألتنى عن رأيى الشخصى لقلت لك : أن لا شيئ فى الوجود موجود منذ [ ما لانهاية له ] وأنه لا بد من صانع أحدٍ أزلى لا صانع له ، فهذا منطـــــــقى . وللناس نظـــــراتٌ مختلـــــــفة حسب تفكـــــير كل شخصٍ بعقــــــله . = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = ( 2 ) وجود الكواكب والنيازك والشموس والأنجم .. إلخ يدل على صـــانعٍ لا يتأثر بعوامــــل الطبيعة . فهو مجــــردٌ عن التأثر بالبرد والحر والجليد والصقيع والعواصف الثلجية والرملية والزوابع والغيوم والرعــــد والبرق والمطـــــر .. إلخ إلخ . كل شيئ من تدبيره . هو الذى شاء أن يتنفس الإنسان والحيوان غازا ، وحدده بالأوكسجين . وأن يتنفس النبات غازا ، وحدده بثانى أوكســـيد الكربون . وهو الذى حدد جميع الغازات فى الفضاء . وســـع علمــــه كل شــــيئ . وهو الذى جعل الحيوانات تســـــبق الإنســـان العاقـــل الناطـــــق بمليارات الســـنين . ولا بد من حكمــــة فى ذلك . فالحيوانات فى تلك العصور السحيقة كانت فرائس للزلازل والبراكين وأيضا فرائس للحيوانات العملاقة الشرسة . وقضت حكمة الخالق أن تفنى تلك الحيوانات قبل مليارات السنين حتى تتحلل تحت طبقات الأرض فتصير نفطا وغازا وفحما حجريا بمجئ العصور الحديثة . هل دبرت الطبيعة تحضير وقودٍ سيحتاجه الناس بعد بلايين السنين . وقبل وجود الحيوان على الأرض بمليارات السنين ، كان ال " سيانو - بكتيريا " معلقا على أسطح البحار والمحيطات ، وهو نباتٌ مجهرى يصنع غذاءه بالطاقة الشمسية ويطلق غاز الأوكسجين في الفضاء . وبعدها بمليارى سنة ظهرت النباتات ثم الحيوانات . أي بعد توفر الأوكسجين في الفضاء الأرضى . هل كانت الطبيعة تعلم بأهمية توفر الأوكسجين لوجود الحيوانات ؟